الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13411 - عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم ، فأخذتهم السماء ، فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون [منه] خصاصة ، فقال بعضهم لبعض : قد وقع الحجر وعفا الأثر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله عز وجل ، فادعوا الله تبارك وتعالى بأوثق أعمالكم " . قال : " فقال رجل منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان ، فكنت أحلب لهما في إنائهما ، فآتيهما ، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رءوسهما كراهة أن أرد سنتهما في رؤوسهما ، حتى يستيقظا متى استيقظا ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ، ففرج عنا . قال : فزال ثلث الحجر . وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله ، فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته ، فانطلق وترك أجره ذلك ، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال ، فأتاني يطلب أجره ، فدفعت إليه ذلك كله ، ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول . اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ، ففرج عنا . فزال ثلث الحجر . وقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة ، فجعل لها جعلا ، فلما قدر عليها وفر لها نفسها وسلمها جعلها . اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ، ففرج عنا . فزال الحجر وخرجوا معانيق يمشون " . رواه أحمد مرفوعا كما تراه ، ورواه أبو يعلى والبزار كذلك ورواه عبد الله موقوفا على أنس ورجال أحمد وأبي يعلى وكلاهما [رجاله] رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية