الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون

                                                                                                                                                                                                                                      أولا يرون الهمزة للإنكار والتوبيخ، والواو للعطف على مقدر، أي: ألا ينظرون ولا يرون أنهم أي: المنافقين يفتنون في كل عام من الأعوام مرة أو مرتين والمراد مجرد التكثير لا بيان الوقوع حسب العدد المزبور، أي: يبتلون بأفانين البليات من المرض والشدة وغير ذلك مما يذكر الذنوب والوقوف بين يدي رب العزة، فيؤدي إلى الإيمان به تعالى، أو الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيعانون ما ينزل عليه من الآيات لا سيما القوارع الزائدة للإيمان الناعية عليه ما فيهم من القبائح المخزية لهم ثم لا يتوبون عطف على لا يرون داخل تحت الإنكار والتوبيخ، وكذا قوله تعالى: ولا هم يذكرون والمعنى: أولا يرون افتتانهم الموجب لإيمانهم ثم لا يتوبون عما هم عليه من النفاق ولا هم يتذكرون بتلك الفتن الموجبة للتذكر والتوبة، وقرئ بالتاء، والخطاب للمؤمنين والهمزة للتعجيب، أي: ألا تنظرون ولا ترون أحوالهم العجيبة التي هي افتتانهم على وجه التتابع وعدم التنبه لذلك، فقوله تعالى: "ثم لا يتوبون" وما عطف عليه معطوف على (يفتنون).

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية