الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين

                                                          جعله الله قدوة في اتباع الوحي وهو له ابتداء ولمن تبعه من المؤمنين، ولقد أمرهم سبحانه وتعالى بأمرين هما: خلاصة الحكمة، والدعوة المحمدية، ونوه سبحانه بأمر ثالث هو الخضوع لحكم الله تعالى وإليه المآل.

                                                          الأمر في قوله تعالى: واتبع ما يوحى إليك هو التكليفات الشرعية كلها والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. [ ص: 3648 ]

                                                          ومن التكليفات قيامه - صلى الله عليه وسلم - بالتبليغ وهو لا يقصر، كما قال تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين

                                                          إن الدعوة ليست أمرا هينا لينا ولكن يكتنفها المشاق والصعاب، فعلاج النفوس ليس أمرا قريب المنال، وإنما يتعرض لما يتعرض له أهل الحق من سفاهة السفهاء وأذى الأقوياء وغطرسة العتاة الظالمين.

                                                          ولذا جاء الله تعالى بالأمر الثاني وهو الصبر فقال تعالى: واصبر حتى يحكم الله أي: اصبر على ذات ما يوحى إليك من تكليف، هو في ذاته شاق على النفوس، واصبر على أذى من تدعوهم، واصبر على الدعوة وجهاد الظالمين، الذين يفتنون الناس عن دينهم، وإن لذلك منتهى، هو حكم الله وإن الله تعالى ناصر الحق وهو الهادي المرشد، وهو خير الحاكمين

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية