[ ص: 3222 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[ 83 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28845_30563_30881_8371_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله أي : ردك من غزوة
تبوك nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إلى طائفة منهم أي : من المنافقين المتخلفين في
المدينة nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فاستأذنوك للخروج معك إلى غزوة أخرى بعد
تبوك ، دفعا للعار السابق
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة أي : فخذلكم الله ، وسقطتم عن نظره ، بل غضب عليكم ، وألزمكم العار .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فاقعدوا مع الخالفين أي : من النساء والصبيان دائما .
لطائف :
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83لن تخرجوا معي أبدا إخبار في معنى النهي للمبالغة ، وذكر القتال لأنه المقصود من الخروج ، فلو اقتصر على أحدهما كفى إسقاطا لهم عن مقام الصحبة ، ومقام الجهاد ، أو عن ديوان الغزاة ، وديوان المجاهدين ، وإظهارا لكراهة صحبتهم ، وعدم الحاجة إلى عدهم من الجند ، أو ذكر الثاني للتأكيد ، لأنه أصرح في المراد ، والأول لمطابقته لسؤاله كقوله :
أقول له ارحل لا تقيمن عندنا
فهو أدل على الكراهة لهم - أفاده
الشهاب - .
قال
أبو السعود فكان محو أساميهم من دفتر المجاهدين ، ولزهم في قرن الخالفين ، عقوبة لهم أي عقوبة .
ثم قال : وتذكير اسم التفضيل المضاف إلى المؤنث ، هو الأكثر الدائر على الألسنة . فإنك لا تكاد تسمع قائلا يقول : هي كبرى امرأة ، أو أولى مرة .
[ ص: 3222 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
[ 83 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28845_30563_30881_8371_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ أَيْ : رَدَّكَ مِنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ أَيْ : مِنَ الْمُنَافِقِينَ الْمُتَخَلِّفِينَ فِي
الْمَدِينَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ مَعَكَ إِلَى غَزْوَةٍ أُخْرَى بَعْدَ
تَبُوكَ ، دَفْعًا لِلْعَارِ السَّابِقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَيْ : فَخَذَلَكُمُ اللَّهُ ، وَسَقَطْتُمْ عَنْ نَظَرِهِ ، بَلْ غَضِبَ عَلَيْكُمْ ، وَأَلْزَمَكُمُ الْعَارَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ أَيْ : مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ دَائِمًا .
لَطَائِفُ :
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا إِخْبَارٌ فِي مَعْنَى النَّهْيِ لِلْمُبَالَغَةِ ، وَذَكَرَ الْقِتَالَ لِأَنَّهُ الْمَقْصُودُ مِنَ الْخُرُوجِ ، فَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى أَحَدِهِمَا كَفَى إِسْقَاطًا لَهُمْ عَنْ مَقَامِ الصُّحْبَةِ ، وَمَقَامِ الْجِهَادِ ، أَوْ عَنْ دِيوَانِ الْغُزَاةِ ، وَدِيوَانِ الْمُجَاهِدِينَ ، وَإِظْهَارًا لِكَرَاهَةِ صُحْبَتِهِمْ ، وَعَدَمِ الْحَاجَةِ إِلَى عَدِّهِمْ مِنَ الْجُنْدِ ، أَوْ ذَكَرَ الثَّانِيَ لِلتَّأْكِيدِ ، لِأَنَّهُ أَصْرَحُ فِي الْمُرَادِ ، وَالْأَوَّلُ لِمُطَابَقَتِهِ لِسُؤَالِهِ كَقَوْلِهِ :
أَقُولُ لَهُ ارْحَلْ لَا تُقِيمَنَّ عِنْدَنَا
فَهُوَ أَدَلُّ عَلَى الْكَرَاهَةِ لَهُمْ - أَفَادَهُ
الشِّهَابُ - .
قَالَ
أَبُو السُّعُودِ فَكَانَ مَحْوُ أَسَامِيهِمْ مِنْ دَفْتَرِ الْمُجَاهِدِينَ ، وَلَزَّهُمْ فِي قَرْنِ الْخَالِفِينَ ، عُقُوبَةً لَهُمْ أَيَّ عُقُوبَةٍ .
ثُمَّ قَالَ : وَتَذْكِيرُ اسْمِ التَّفْضِيلِ الْمُضَافِ إِلَى الْمُؤَنَّثِ ، هُوَ الْأَكْثَرُ الدَّائِرُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ . فَإِنَّكَ لَا تَكَادُ تَسْمَعُ قَائِلًا يَقُولُ : هِيَ كُبْرَى امْرَأَةٍ ، أَوْ أُولَى مَرَّةٍ .