الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=2601_2600_1264باب الاجتهاد في العشر الأواخر وفضل قيام ليلة القدر وما يدعى به فيها وأي ليلة هي ؟
1769 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة { nindex.php?page=hadith&LINKID=3981أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر } . متفق عليه . nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43647كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها } )
. قوله : ( أحيا الليل ) فيه استعارة الإحياء للاستيقاظ : أي سهره فأحياه بالطاعة وأحيا نفسه بسهره فيه ; لأن النوم أخو الموت . والحديث فيه دليل على مشروعية الحرص على [ ص: 320 ] مداومة nindex.php?page=treesubj&link=2600_1250القيام في العشر الأواخر من رمضان وإحيائها بالعبادة واعتزال النساء ، وأمر الأهل بالاستكثار من الطاعة فيها قوله : ( وأيقظ أهله ) أي للصلاة . وفي الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : { لم يكن صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيل القيام إلا أقامه } قوله : ( وشد المئزر ) أي اعتزل النساء كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش . وحكي في الفتح عن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنه يحتمل أن يراد به الجد في العبادة كما يقال : شددت لهذا الأمر مئزري : أي شمرت له ، ويحتمل أن يراد التشمير والاعتزال معا . ويحتمل أن يراد حقيقته ، والمجاز كمن يقول : طويل النجاد لطويل القامة ، وهو طويل النجاد حقيقة ، يعني شد مئزره حقيقة واعتزل النساء وشمر للعبادة ، يعني فيكون كناية وهو يجوز فيها إرادة اللازم والملزوم . وقد وقع في رواية : " شد مئزره واعتزل النساء " فالعطف بالواو يقوي الاحتمال الأول كما قال الحافظ .
1770 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36981من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } رواه الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ) . .
1771 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=54181قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال . : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني } رواه الترمذي وصححه ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وقالا فيه : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ) . الحديث الأول قد تقدم مع شرحه في باب صلاة التراويح ، وأورده المصنف ههنا للاستدلال به على مشروعية nindex.php?page=treesubj&link=1264قيام ليلة القدر . والحديث الثاني صححه الترمذي كما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13028المصنف .
وفيه دليل على إمكان nindex.php?page=treesubj&link=1250_2601معرفة ليلة القدر وبقائها ، وسيأتي الكلام على ذلك قوله : ( ليلة القدر ) اختلف في المراد بالقدر الذي أضيفت إليه الليلة فقيل هو التعظيم لقوله تعالى: { nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره } والمعنى أنها ذات قدر لنزول القرآن فيها ، أو لما يقع فيها من نزول الملائكة ، أو ما ينزل فيها من البركة والرحمة والمغفرة ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل القدر هنا : التضييق لقوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=7 : ومن قدر عليه رزقه } ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها
وقيل : القدر هنا بمعنى القدر بفتح الدال : الذي هو مؤاخي القضاء . والمعنى أنه يقدر فيها أحكام تلك السنة لقوله تعالى: { nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فيها يفرق كل أمر حكيم } وبه صدر النووي كلامه فقال : قال العلماء : سميت ليلة القدر لما يكتب [ ص: 321 ] فيها الملائكة من الأقدار لقوله تعالى: { nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فيها يفرق } الآية . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وغيره من المفسرين بأسانيد صحيحة عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهم . وقال التوربشتي : إنما جاء القدر بسكون الدال ، وإن كان الشائع في القدر الذي يؤاخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار . قوله : ( إنك عفو ) بفتح العين وضم الفاء وتشديد الواو صيغة مبالغة وفيه دليل على استحباب الدعاء في هذه الليلة بهذه الكلمات .
1772 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=37173من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، أو قال : تحروها ليلة سبع وعشرين يعني ليلة القدر } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناد صحيح ) .
1773 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس { nindex.php?page=hadith&LINKID=4988 : أن رجلا أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام ، فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر ، فقال : عليك بالسابعة } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) .
1774 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان { nindex.php?page=hadith&LINKID=22448عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال : ليلة سبع وعشرين } رواه أبو داود ) .
1775 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش قال : سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له : إن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يقول : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11923من قام السنة أصاب ليلة القدر ، فقال أبي : والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، هي ليلة سبع وعشرين ، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه ) .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير . قال في مجمع الزوائد : ورجال [ ص: 322 ] nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رجال الصحيح . وقد أخرج نحوه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا ، والمراد بالسابعة إما لسبع بقين أو لسبع مضين بعد العشرين . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية سكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري . ورجال إسناده رجال الصحيح .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بنحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني قال : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : أيكم يذكر ليلة الصهباء قلت : أنا ، وذلك ليلة سبع وعشرين } ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة وناس من الصحابة .
. وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : " دعا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر قالnindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فقلت nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر : إني لأعلم أو أظن أي ليلة هي قال عمر : أي ليلة هي ؟ فقلت : سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر ، فقال : من أين علمت ذلك ؟ فقلت : خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام ، والدهر يدور في سبع ، والإنسان خلق من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع ، والطواف والجمار وأشياء ذكرها ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له " . وقد أخرج نحو هذه القصة nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ،
وإلى أن ليلة القدر ليلة السابع والعشرين ذهب جماعة من أهل العلم ، وقد حكاه صاحب الحلية من الشافعية عن أكثر العلماء . وقد اختلف العلماء فيها على أقوال كثيرة ذكر منها في فتح الباري ما لم يذكره غيره ، وسنذكر ذلك على طريق الاختصار فنقول : القول الأول : أنها رفعت ، حكاه المتولي عن الروافض ، والفاكهاني عن الحنفية
الثاني : أنها خاصة بسنة واحدة وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم ، حكاه الفاكهاني . الثالث : أنها خاصة بهذه الأمة ، جزم به جماعة من المالكية ، ونقله صاحب العمدة عن الجمهور من الشافعية واعترض بحديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=26783قلت يا رسول الله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت ؟ فقال : بل هي باقية } واحتجوا بما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ بلاغا : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقال أعمار أمته عن أعمار الأمم الماضية ، فأعطاه الله ليلة القدر } قال الحافظ : وهذا محتمل التأويل ، فلا يدع التصريح في حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر
والرابع : أنها ممكنة في جميع السنة ، وهو المشهور عن الحنفية وحكي عن جماعة من السلف ، وهو مردود بكثير من أحاديث الباب المصرحة باختصاصها برمضان الخامس : أنها مختصة برمضان ممكنة في جميع لياليه .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وبعض الشافعية ورجحه السبكي . السادس : أنها في ليلة معينة مبهمة ، قاله النسفي في منظومته . السابع : أنها أول ليلة من رمضان ، حكي عن أبي رزين العقيلي الصحابي ; وروى nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : " ليلة القدر أول ليلة من رمضان " قال nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم : لا نعلم أحدا قال ذلك غيره الثامن : أنها [ ص: 323 ] ليلة النصف من رمضان " حكاه ابن الملقن في شرح العمدة التاسع : أنها ليلة النصف من شعبان حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في المفهم وكذا نقله السروجي عن صاحب الطراز العاشر : أنها ليلة سبع عشر من رمضان ودليله ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال : بلا شك ولا امتراء : " إنها ليلة سبع عشر من رمضان ليلة أنزل القرآن " وأخرجه أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الحادي عشر : أنها مبهمة في العشر الوسط حكاه النووي وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري إلى nindex.php?page=showalam&ids=61عثمان بن أبي العاص والحسن البصري
وقال به بعض الشافعية الثاني عشر : أنها ليلة ثمان عشرة ذكره ابن الجوزي في مشكله الثالث عشر : ليلة تسع عشرة رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري إلى nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ووصله nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الرابع عشر : أول ليلة من العشر الآخرة وإليه مال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وجزم به جماعة من أصحابه الخامس عشر مثل الذي قبله إن كان الشهر تاما وإن كان ناقصا فليلة إحدى وعشرين وهكذا في جميع العشر وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي بكرة وسيأتي السادس عشر : ليلة اثنين وعشرين ودليله ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث عبد الله بن أنيس { nindex.php?page=hadith&LINKID=21481 : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين ، فقال : كم الليلة ؟ قلت : ليلة اثنين وعشرين فقال هي الليلة أو القابلة } السابع عشر ليلة ثلاث وعشرين ودليله حديث عبد الله بن أنيس الآتي
وقد ذهب إلى هذا جماعة من الصحابة والتابعين الثامن عشر : أنها ليلة الرابع والعشرين ودليله ما رواه الطيالسي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مرفوعا { : ليلة القدر ليلة أربع وعشرين } وما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=115بلال بنحوه وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والشعبي والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة التاسع عشر : ليلة خمس وعشرين حكاه ابن الجوزي في المشكل عن أبي بكرة العشرون ليلة ست وعشرين قال الحافظ وهو قول لم أره صريحا إلا أن عياضا قال ما من ليلة من ليالي العشر الأخيرة إلا وقد قيل فيها : إنها ليلة القدر الحادي والعشرون : ليلة سبع وعشرين وقد تقدم دليله ومن قال به الثاني والعشرون : ليلة الثامن والعشرين وهذا لم يذكره صاحب الفتح ولكن ظاهر قول عياض المتقدم أنه قد قيل : إنها ليلة القدر قد أسقط في الفتح القول الثاني والعشرين وذكر الثالث والعشرين بعد الحادي والعشرين فلعله سقط عليه حكاية هذا القول وقد ثبت في بعض النسخ الثالث والعشرون أنها ليلة تسع وعشرين حكاه ابن العربي الرابع والعشرون : أنها ليلة الثلاثين حكاه عياض ورواه محمد بن نصر عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . الخامس والعشرون : أنها في أوتار العشر الأخيرة ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الآتي في آخر الباب وكذلك حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال [ ص: 324 ] في الفتح : وهو أرجح الأقوال وصار إليه nindex.php?page=showalam&ids=11956أبو ثور nindex.php?page=showalam&ids=15215والمزني nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وجماعة من علماء المذاهب انتهى
القول السادس والعشرون : مثله بزيادة الليلة الأخيرة ، ويدل عليه حديث أبي بكرة الآتي ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت ما يدل على ذلك . السابع والعشرون : تنتقل في العشر الأواخر كلها ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12134أبو قلابة ، ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق ، وزعم الماوردي أنه متفق عليه ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الآتي . الثامن والعشرون : مثله إلا أن بعض ليالي العشر أرجى من بعض ; قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أرجاها ليلة إحدى وعشرين . التاسع والعشرون : مثل السابع والعشرين إلا أن أرجاها ليلة ثلاث وعشرين ، ولم يذكر في الفتح قائله . الثلاثون : كذلك ، إلا أن أرجاها ليلة سبع وعشرين ، ولم يحك صاحب الفتح من قاله الحادي والثلاثون : أنها تنتقل في جميع السبع الأواخر ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الآتي ، وقد اختلف أهل هذا القول هل المراد السبع من آخر الشهر أو آخر سبعة تعد من الشهر ؟ قال في الفتح : ويخرج من ذلك القول الثاني والثلاثون ، والثالث والثلاثون أنها تنتقل في النصف الأخير ، ذكره صاحب المحيط عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد ، وحكاه إمام الحرمين عن صاحب التقريب . الرابع والثلاثون : ليلة ست عشرة أو سبع عشرة ، رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير . الخامس والثلاثون : ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف . السادس والثلاثون : أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة منه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف
السابع والثلاثون : ليلة تاسع عشرة أو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين رواه أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بإسناد فيه مقال ، nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بسند منقطع ، nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بسند منقطع أيضا . الثامن والثلاثون : أول ليلة أو تاسع ليلة أو سابع عشرة أو إحدى وعشرين أو آخر ليلة ، رواه ابن مردويه في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف . التاسع والثلاثون : ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين ، ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الآتي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير . القول الأربعون : ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الأتي ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت . الحادي والأربعون : أنها منحصرة في السبع الأواخر ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الآتي ، وفي الفرق بينه وبين القول الحادي والثلاثين خفاء . الثاني والأربعون : ليلة اثنين وعشرين أو ثلاث وعشرين ، ويدل عليه حديث عبد الله بن أنيس عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد . الثالث والأربعون : أنها في أشفاع العشر الوسط والعشر الأواخر . قال الحافظ : قرأته بخط مغلطاي . الرابع والأربعون : أنها الليلة الثالثة من العشر الأواخر أو [ ص: 325 ] الخامسة منه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ قال في الفتح : والفرق بينه وبين ما تقدم أن الثالثة تحتمل ليلة ثلاث وعشرين وتحتمل ليلة سبع وعشرين
الخامس والأربعون : أنها في سبع أو ثمان من أول النصف الثاني ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من حديث عبد الله بن أنيس ، هذا جملة ما ذكره الحافظ في الفتح أوردناه مختصرا مع زوائد مفيدة . ومما ينبغي أن يعد قولا خارجا عن هذه الأقوال قول الهادوية : إنها في تسع عشرة ، وفي الإفراد بعد العشرين من رمضان . واستدلوا على أنها في الإفراد بعد العشرين بها استدل به أهل القول الخامس والعشرين على أنها قد تكون في ليلة تسع عشرة بما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13973التمسوا ليلة القدر في سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين } قال الهيثمي بعد أن ساقه في مجمع الزوائد : فيه أبو الهزم وهو ضعيف ، فيكون هذا القول هو السادس والأربعون ، وينبغي أن يجعل ما اشتمل عليه هذا الحديث القول السابع والأربعين . وأما كونها مبهمة في جميع السنة فلا ينبغي أن يجعل قولا خارجا عن هذه الأقوال لأنه عين القول الرابع منها . وأرجح هذه الأقوال هو القول الخامس والعشرون ، أعني أنها في أوتار العشر الأواخر . قال الحافظ : وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين
قوله : ( وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ) قد ورد nindex.php?page=treesubj&link=26776_2601لليلة القدر علامات أكثر ، لا تظهر إلا بعد أن تمضي منها : طلوع الشمس على هذه الصفة
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34043ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة } .
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=2455لا حر فيها ولا برد ، وإنها ساكنة صاحية وقمرها ساطع } وفي علامتها أحاديث : منها عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عند nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عنده . وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وعن غيرهم
1776 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد { nindex.php?page=hadith&LINKID=3015أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير ، فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال : إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ، ثم اعتكفت العشر الأوسط ، ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر ، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ، فاعتكف الناس معه ، قال : وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد في صبيحتها في طين وماء فأصبح من ليلة إحدى وعشرين ، وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء ، فخرج [ ص: 326 ] حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيها الطين والماء ، وإذ هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر } متفق عليه ، لكن لم يذكر في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : اعتكاف العشر الأول )
قوله : ( العشر الأوسط ) هكذا في أكثر الروايات ، والمراد به العشر الليالي ، وكان القياس أن يوصف بلفظ التأنيث ; لأن مرجعها مؤنث ، لكن وصف بالمذكر على إرادة الوقت أو الزمان ، والتقدير الثلث كأنه قال : الليالي العشر التي هي الثلث الأوسط من الشهر . ووقع في الموطأ العشر الوسط بضم الواو والسين جمع وسط ، ويروى بفتح السين مثل كبر وكبر . ورواه الباجي في الموطإ بإسكانها على أنه جمع واسط كبازل وبزل ، وهذا يوافق رواية الأوسط قوله : ( في قبة تركية ) أي قبة صغيرة من لبود قوله : ( فأصبح من ليلة إحدى وعشرين ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " فخرج في صبيحة عشرين " وظاهرها يخالف رواية الباب
وقد قيل : إن المراد بقوله : فأصبح من ليلة إحدى وعشرين : أي من الصبح الذي قبلها وهو تعسف ، وقد وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما هو أوضح من ذلك بلفظ { nindex.php?page=hadith&LINKID=23556فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه } قوله : ( وروثة أنفه ) بالثاء المثلثة : وهي طرفه ، ويقال لها أيضا أرنبة الأنف كما جاء في رواية أخرى والحديث فيه دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=26778_2601ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان ، وقد تقدم بسط الكلام في ذلك .
1777 - ( وعن عبد الله بن أنيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=19218رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، وأراني أسجد صبيحتها في ماء وطين ، قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، وزاد : وكان عبد الله بن أنيس يقول : ثلاث وعشرين ) . وفي الباب عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا عند إسحاق في مسنده قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=26812قلت : يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها ، فمرني بليلة القدر ، فقال : انزل ليلة ثلاث وعشرين } وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا : { nindex.php?page=hadith&LINKID=37173من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة قال : فكان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس الطيب } .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16407عبد الله بن أبي يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق من طريق يونس بن سيف سمع nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب يقول : استقام كلام القوم على أنها ليلة ثلاث [ ص: 327 ] وعشرين .
وروي نحو ذلك من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة ومن طريق مكحول أنه كان يراها ليلة ثلاث وعشرين ، كذا قال في الفتح
وقد استدل بحديث الباب من قال : إنها ليلة ثلاث وعشرين كما تقدم قوله : ( ويقول ثلاث وعشرين ) هكذا في معظم النسخ من صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وفي بعضها ثلاث وعشرون . قال النووي : وهذا ظاهر والأول جائز على لغة شاذة أنه يجوز حذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا : أي ليلة ثلاث وعشرين .
1778 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13978التمسوها في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة } . قال : وكان nindex.php?page=showalam&ids=130أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة ، فإذا دخل العشر اجتهد . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والترمذي وصححه ) .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والحديث يدل على أن ليلة القدر ترجى مصادفتها لتسع ليال بقين من الشهر أو سبع أو خمس أو ثلاث أو آخر ليلة ، وهو أحد الأقوال المتقدمة . قال الترمذي في جامعه : وروي { nindex.php?page=hadith&LINKID=34040عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين وآخر ليلة من رمضان }
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كان هذا عندي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه ، يقال له : نلتمسها في ليلة كذا ؟ فيقول : التمسوها في ليلة كذا . قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين انتهى .
1779 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد في حديث له { nindex.php?page=hadith&LINKID=3199 : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس فقال : يا أيها الناس إنها كانت أبينت ليلة القدر ، وإني خرجت لأخبركم بها ، فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في التاسعة والخامسة والسابعة } قال : قلت : يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا ، فقال : أجل ، نحن أحق بذاك منكم ، قال : قلت : ما التاسعة والخامسة والسابعة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها اثنان وعشرون فهي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ) . [ ص: 328 ]
قوله : ( يحتقان ) بالحاء المهملة وبعدها مثناة فوقية ثم قاف مشددة ، ومعناها يطلب كل واحد منهما حقه ويدعي أنه المحق ، وفيه أن المخاصمة والمنازعة مذمومة وأنها سبب للعقوبة المعنوية قوله : ( فإذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها اثنان وعشرون ) هكذا في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وفي أكثرها : " ثنتين وعشرين " بالياء . قال النووي : وهو أصوب ، والنصب بفعل محذوف تقديره : أعني ثنتين وعشرين انتهى . وجعل النصب على الاختصاص أصوب من الرفع بتقدير مبتدأ لأجل قوله بعد ذلك فهي التاسعة لأنه يصير تقدير الكلام فالتي تليها هي اثنان وعشرون فهي التاسعة ، ولا يخفى أنها عبارة ثانية بخلاف النصب على الاختصاص فإنه يصير التقدير : فالتي تليها أعني ثنتين وعشرين فهي التاسعة فإنها عبارة خالية عن ذلك . والحديث يدل على أن ليلة القدر يرجى وجودها في تلك الثلاث الليالي
1780 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13977التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وأبو داود .
وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13979هي في العشر في سبع يمضين أو في تسع يبقين } ، يعني ليلة القدر . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ) .
قوله : ( في تاسعة تبقى ) يعني ليلة اثنين وعشرين قوله : ( في خامسة تبقى ) يعني ليلة ست وعشرين قوله : ( في سبع يمضين أو تسع يبقين ) هكذا رواية المصنف رحمه اللهبتقديم السين في الأولى والتاء في الثانية
قال في الفتح : الأكثر بتقديم السين في الثاني وتأخيرها في الأول ، وبلفظ المضي في الأول والبقاء في الثاني ، وللكشميهني بلفظ المضي فيهما وفي رواية الإسماعيلي بتقديم السين في الموضعين انتهى . والمراد في سبع ليال تمضي من العشر الأواخر ، أو في تسع ليال تبقى منها ، فتكون في ليلة سبع وعشرين أو ليلة اثنين وعشرين ، وقد تقدم الخلاف في ذلك
1781 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=4937أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريا فليتحرها في السبع الأواخر . } أخرجاه nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=913أري رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم في العشر [ ص: 329 ] الأواخر فاطلبوها في الوتر منها } . ) .
1782 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=16649تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان } رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، وقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=913في الوتر من العشر الأواخر } ) . قوله : ( أروا ليلة القدر ) أروا بضم أوله على البناء للمجهول : أي قيل لهم في المنام : إنها في السبع الأواخر . قال في الفتح : والظاهر أن المراد به أواخر الشهر . وقيل : المراد به السبع التي أولها ليلة الثاني والعشرين وآخرها ليلة الثامن والعشرين ، فعلى الأول لا تدخل له إحدى وعشرين ولا ثلاث وعشرين ، وعلى الثاني تدخل الثانية فقط ولا تدخل ليلة التاسع والعشرين
ويدل على الأول ما في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب التعبير من صحيحه { nindex.php?page=hadith&LINKID=6824أن ناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر ، وأن ناسا أروا أنها في العشر الأواخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : التمسوها في السبع الأواخر } وكأنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى المتفق عليه من الروايتين فأمر به . وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن الزهري بلفظ رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين أو كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13974التمسوها في العشر البواقي منها في الوتر } ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=54179إن غلبتم فلا تغلبوا في التسع البواقي } قوله : ( أرى ) بفتحتين أي أعلم قوله : ( رؤياكم ) قال عياض : كذا جاء بإفراد الرؤيا والمراد مرائيكم لأنها لم تكن رؤيا واحدة وإنما أراد الجنس
قال ابن التين : كذا روي بتوحيد الرؤيا وهو جائز لأنها مصدر قوله : ( تواطأت ) بالهمزة : أي توافقت وزنا ومعنى . وقال ابن التين : بغير همز ، والصواب بالهمز وأصله أن يطأ الرجل برجله مكان وطء صاحبه .
وفي الحديث دلالة على عظم قدر nindex.php?page=treesubj&link=2601_2600_1264الرؤيا وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية بشرط أن لا يخالف القواعد الشرعية ، هكذا في الفتح قوله : ( تحروا ليلة القدر ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " التمسوا " وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة دليل على أن ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر . وقد تقدم أنه القول الراجح . فائدة : قال الطبري : في إخفاء ليلة القدر دليل على كذب من زعم أنه يظهر في تلك الليلة للعيون ما لا يظهر في سائر السنة ، إذ لو كان حقا لم يخف على كل من قام ليالي السنة فضلا عن ليالي رمضان . وتعقبه ابن المنير بأنه لا ينبغي إطلاق القول بالتكذيب لذلك ، بل يجوز أن يكون ذلك على سبيل الكرامة لمن شاء الله من عباده فيختص بها قوم دون قوم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة ولم ينف الكرامة
قال : ومع ذلك فلا يعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق ، بل فضل الله تعالى واسع ، ورب قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خارق ، وآخر رأى الخوارق من غير [ ص: 330 ] عبادة والذي حصل على العبادة أفضل ، والعبرة إنما هي بالاستقامة بخلاف الخارقة وقد يقع كرامة وقد يقع فتنة . وقيل : إن المطلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجدا ، وقيل : يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة . وقيل : يسمع سلاما أو خطابا من الملائكة ، وقيل : من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها