الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك [ 145 ]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 270 ] لأنهم كفروا وقد تبينوا الحق فليس تنفعهم الآيات . قال الأخفش والفراء : أجيبت " إن " بجواب " لو " ؛ لأن المعنى : ولو أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وكذا تجاب " لو " بجواب " إن " ، تقول : " لو أحسنت أحسن إليك " ، ومثله : " ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا " أي لو أرسلنا ريحا . قال أبو جعفر : هذا القول خطأ على مذهب سيبويه ، وهو الحق ؛ لأن معنى " إن " خلاف معنى " لو " ، يعني أن معنى " إن " يجب بها الشيء لوجوب غيره ، تقول : " إن أكرمتني أكرمتك " ، ومعنى " لو " أنه يمتنع بها الشيء لامتناع غيره فلا تدخل واحدة منهما على الأخرى ، والمعنى : ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية لا يتبعون قبلتك . وقال سيبويه : المعنى : ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا ليظلن .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية