الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب

                                                          كان صالح معروفا قبل الرسالة بالكمال الإنساني، كما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - معروفا بأنه الصادق الأمين مرجوا مرجوا خيره غير مذموم، وقولهم: قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أي: كنت فينا مرجو الخير محمود الخصال والفعال، وكأنهم يحسبون أنه ينبغي أن يفعل ما هو على هواهم ويردد مقالاتهم ويعبد ما يعبدون.

                                                          ويثيرون العجب فيقولون: أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا فهم يستنكرون دعوته، والاستفهام إنكاري لإنكار الواقع، وهو أنه فعلا ينهاهم أن يعبدوا ما يعبد آباؤهم، وليست عبادة آلهتهم حجة مسوغة لهم; فآباؤهم كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا فالشك هو عدم التصديق بما يقول والتظنن في صدقه، فهم يشكون فيما يدعو إليه من التوحيد وهجر عبادة الأوثان لأنها أحجار لا تضر ولا تنفع، وإن هذا الشك يوقعهم في الريب، أي: أن شكهم في صدق ما يدعوهم إليه يوقعهم في حال الريب فلا يؤمنون بقوله ويكونون في حال من الاضطراب.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية