الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          817 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الحج أذن في الناس فاجتمعوا فلما أتى البيداء أحرم قال وفي الباب عن ابن عمر وأنس والمسور بن مخرمة قال أبو عيسى حديث جابر حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أذن في الناس ) لقوله تعالى : وأذن في الناس بالحج الآية : أي نادى بينهم بأني أريد الحج ، قاله ابن الملك ، والأظهر أنه أمر مناديا بأنه -صلى الله عليه وسلم- يريد الحج كما في حديث جابر الطويل ، قاله القاري .

                                                                                                          ( فاجتمعوا ) أي خلق كثير في المدينة ( فلما أتى البيداء ) وهي المفازة التي لا [ ص: 463 ] شيء فيها ، وهي هنا اسم موضع مخصوص عند ذي الحليفة ( أحرم ) أي كرر إحرامه أو أظهره ، وهو أظهر لما ثبت أنه أحرم ابتدءا في مسجد ذي الحليفة بعد ركعتي الإحرام ، كذا في المرقاة .

                                                                                                          قلت : بل هو المتعين ويدل عليه حديث أبي داود ، وستقف عليه عن قريب .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر ) أخرجه الشيخان عنه أنه يقول : ما أهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عند المسجد يعني مسجد ذي الحليفة ، هذا لفظ البخاري ( وأنس ) أخرجه الجماعة ولفظ البخاري صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعا وبذي الحليفة ركعتين ، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة فلما ركب راحلته واستوت به أهل . وفي رواية لأبي داود صلى الظهر ثم ركب راحلته فلما علا على جبل البيداء أهل ( والمسور بن مخرمة ) أخرجه البخاري وأبو داود في قصة الحديبية وفيه : فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها . وفي الباب أيضا عن سعد بن أبي وقاص أخرجه أبو داود عنه : كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ طريق الفرع أهل إذا استقلت به راحلته ، وإذا أخذ طريق أحد أهل إذا أشرف على جبل البيداء .

                                                                                                          قوله : ( حديث جابر حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري .




                                                                                                          الخدمات العلمية