nindex.php?page=treesubj&link=19570_19573_19797_34141_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
الأمر في هذه الآية وما قبلها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ابتداء، ولمن يتبعه من المؤمنين انتهاء، وهنا ملاحظة بيانية، تليق بالقرآن الكريم المعجزة الكبرى في بيانه وكل شئونه.
[ ص: 3769 ]
هذه الملاحظة هي أنه في المطالب الإيجابية يكون الخطاب في هذه الآيات للنبي - صلى الله عليه وسلم - ابتداء، ويكون لأمته بالتبع، ولكن في هذه الآيات نجد النهي متجها ابتداء إلى الجماعة الإسلامية، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112ولا تطغوا وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113ولا تركنوا إلى الذين ظلموا لأنه لا نهي إلا حيث يتصور وقوع النهي عنه، ولا يمكن أن يتصور من النبي - صلى الله عليه وسلم - طغيان أو ركون إلى الظالمين.
nindex.php?page=treesubj&link=19571والصبر ضبط النفس عند وقوع ما لا يرغب، أو ما يرغب، فالصبر على النعمة، لا يفرح بها فلا يبطرها بل يشكرها، والصبر على وقوع ما لا يرغب بأن تنزل به شديدة فإنه يكون بألا يفزع ولا يهلع، فيضطرب تفكيره، ويطيش ولا يتدبر الأمر في رفق، وثبات جأش، واطمئنان قلب.
وبين الله تعالى أن الصبر من إحسان المحسنين فقال تعالت كلماته:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين أي: الذين يعملون العمل الصالح، ويحسنونه، ويداومون عليه بالصبر، ولا يجزعون لحرمان أو شدة، ولا يأشرون ويبطرون إن اختبرهم الله تعالى.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=19570_19573_19797_34141_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
الْأَمْرُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَمَا قَبْلَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اِبْتِدَاءً، وَلِمَنْ يَتَّبِعُهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اِنْتِهَاءً، وَهُنَا مُلَاحَظَةٌ بَيَانِيَّةٌ، تَلِيقُ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الْمُعْجِزَةُ الْكُبْرَى فِي بَيَانِهِ وَكُلِّ شُئُونِهِ.
[ ص: 3769 ]
هَذِهِ الْمُلَاحَظَةُ هِيَ أَنَّهُ فِي الْمَطَالِبِ الْإِيجَابِيَّةِ يَكُونُ الْخِطَابُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اِبْتِدَاءً، وَيَكُونُ لِأُمَّتِهِ بِالتَّبَعِ، وَلَكِنْ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ نَجْدُ النَّهْيَ مُتَّجِهًا اِبْتِدَاءً إِلَى الْجَمَاعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=112وَلا تَطْغَوْا وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=113وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا لِأَنَّهُ لَا نَهْيَ إِلَّا حَيْثُ يُتَصَوَّرُ وُقُوعُ النَّهْيِ عَنْهُ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُتَصَوَّرَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طُغْيَانٌ أَوْ رُكُونٌ إِلَى الظَّالِمِينَ.
nindex.php?page=treesubj&link=19571وَالصَّبْرُ ضَبْطُ النَّفْسِ عِنْدَ وُقُوعِ مَا لَا يَرْغَبُ، أَوْ مَا يَرْغَبُ، فَالصَّبْرُ عَلَى النِّعْمَةِ، لَا يَفْرَحُ بِهَا فَلَا يَبْطَرُهَا بَلْ يَشْكُرُهَا، وَالصَّبْرُ عَلَى وُقُوعِ مَا لَا يَرْغَبُ بِأَنْ تَنْزِلَ بِهِ شَدِيدَةٌ فَإِنَّهُ يَكُونُ بِأَلَّا يَفْزَعَ وَلَا يَهْلَعَ، فَيَضْطَرِبَ تَفْكِيرُهُ، وَيَطِيشَ وَلَا يَتَدَبَّرَ الْأَمْرَ فِي رِفْقٍ، وَثَبَاتِ جَأْشٍ، وَاطْمِئْنَانِ قَلْبٍ.
وَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الصَّبْرَ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ فَقَالَ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=115وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ أَيِ: الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ، وَيُحْسِنُونَهُ، وَيُدَاوِمُونَ عَلَيْهِ بِالصَّبْرِ، وَلَا يَجْزَعُونَ لِحِرْمَانٍ أَوْ شِدَّةٍ، وَلَا يَأْشَرُونَ وَيَبْطَرُونَ إِنِ اِخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى.
* * *