الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            وعن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة ولمسلم من حديث جابر طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية .

                                                            التالي السابق


                                                            (الحديث الثالث)

                                                            عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة

                                                            (فيه) فوائد:

                                                            (الأولى) أخرجه البخاري [ ص: 15 ] ، ومسلم والترمذي والنسائي من هذا الوجه من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .

                                                            (الثانية) فيه الحض على إطعام الطعام وأنه لا ينبغي أن يمتنع صاحبه من تقديمه لقلته فالقليل يحصل الاكتفاء به كما يحصل الاكتفاء بالكثير ؛ وليس المراد بالكفاية الشبع والاستغناء عنه وإنما المراد به قيام البنية وحصول المقصود وقال أبو حازم : إذا كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس في الدنيا شيء يغنيك، ومن كلام بعضهم: قنع النفس بالقليل وإلا طلبت منك فوق ما يكفيها.

                                                            (الثالثة): إن قلت يخالف هذا الحديث ما رواه مسلم وغيره عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية (قلت) ليس ذلك على التحديد وإنما القصد المواساة وأنه ينبغي للاثنين إدخال ثالث في طعامهما وإدخال رابع أيضا بحسب من يحضر ويدل لذلك أن في سنن ابن ماجه من حديث عمر مرفوعا إن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة فجمع بين ما في حديث أبي هريرة ، وما في حديث جابر في حديث واحد فدل على أن القصد الحض على إطعام الطعام، ومواساة المحتاج والضيف على كل حال وحديث جابر فيه زيادة على حديث أبي هريرة وإن اتحد مقصودهما والله أعلم..

                                                            (الرابعة) قال ابن عبد البر ، ومن هذا الحديث والله أعلم أخذ عمر رضي الله عنه فعله عام الرمادة حين كان يدخل على أهل كل بيت مثلهم ويقول لن يهلك امرؤ عن نصف قوته .




                                                            الخدمات العلمية