والمراد بقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=34299_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أثم إذا ما وقع آمنتم به زيادة التنديم والتجهيل والمعنى أئذا وقع العذاب وحل بكم حقيقة آمنتم به وعاد استهزاؤكم وتكذيبكم تصديقا وإذعانا وجيء بثم دلالة على زيادة الاستبعاد وفيه أن هذا الثاني أبعد من الأول وأدخل في الإنكار
وجوز أن يكون هذا جواب الشرط والاستفهامية الأولى اعتراض والمعنى أخبروني إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان وأصل الكلام على ما قيل: إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ووقع وتحقق آمنتم ثم جيء بحرف التراخي بدل الواو دلالة على الاستبعاد ثم زيد أداة الشرط دلالة على استقلاله بالاستبعاد وعلى أن الأول كالتمهيد له وجيء بإذا - مؤكدا - بما - ترشيحا لمعنى الوقوع والتحقيق وزيادة للتجهيل وأنهم لم يومنوا إلا بعد إن لم ينفعهم البتة وهذا الوجه مما جوزه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وتعقب بأنه في غاية البعد لأن ثم حرف عطف لم يسمع تصدير الجواب به والجملة المصدرة بالاستفهام لا تقع جوابا بدون الفاء وأجيب عن هذا بما مر
وأما الجواب عنه بأنه أجرى (ثم) مجرى الفاء فكما أن الفاء في الأصل للعطف والترتيب وقد ربطت الجزاء فكذلك هذه فمخالف لإجماع النحاة وقياسه على الفاء غير جلي ولهذه الدغدغة قيل: مراد
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنه يدل على الجواب والتقدير إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه وما في النظم الكريم معطوف عليه للتأكيد نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كلا سوف تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثم كلا سوف تعلمون وتعقب بأنه لا يخفى تكلفه فإن عطف التأكيد بثم مع حذف المؤكد مما لا ينبغي ارتكابه ولو قيل: المراد إن (آمنتم) هو الجواب و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أثم إذا ما وقع معترض فالاعتراض بالواو والفاء وأما بثم فلم يذهب إليه أحد وبالجملة قد كثر الجرح والتعديل لهذا الوجه ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر وقرئ (ثم) بفتح الثاء بمعنى هنالك وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلآن على تقدير القول وهو الأظهر والأقوى معنى أي قيل لهم عند إيمانهم بعد وقوع العذاب آلآن آمنتم به فالآن في محل نصب على أنه ظرف لآمنتم مقدرا ومنع أن يكون ظرفا للمذكور لأن الاستفهام له صدر الكلام وقرئ بدون همزة الاستفهام والظاهر عندي على هذا تعلقه بمقدر أيضا لأن الكلام على الاستفهام وبعض جوز تعلقه بالمذكور وليس بذاك وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع أنه قرئ (آلآن) بحذف الهمزة التي بعد اللام وإلقاء حركتها على اللام وقوله سبحانه:
[ ص: 135 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51وقد كنتم به تستعجلون 51 في موضع الحال من فاعل (آمنتم) المقدر والكلام على ما قيل مسوق من جهته تعالى غير داخل تحت القول الملقن لتقرير مضمون ما سبق من إنكار التأخير والتوبيخ عليه وفائدة الحال تشديد التوبيخ والتقريع وزيادة التنديم والتحسير قال العلامة
الطيبي : إن آلآن آمنتم به يقتضي أن يقال بعده: وقد كنتم به تكذبون لا (تستعجلون) إلا أنه وضع موضعه لأن المراد به الاستعجال السابق وهو ما حكاه سبحانه عنهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48متى هذا الوعد وكان ذلك تهكما منهم وتكذيبا واستبعادا وفي العدول استحضار لتلك المقالة الشنيعة فيكون أبلغ من تكذبون وتقديم الجار والمجرور على الفعل لمراعاة الفواصل
وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=34299_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ زِيَادَةُ التَّنْدِيمِ وَالتَّجْهِيلِ وَالْمَعْنَى أَئِذَا وَقَعَ الْعَذَابُ وَحَلَّ بِكُمْ حَقِيقَةً آمَنْتُمْ بِهِ وَعَادَ اسْتِهْزَاؤُكُمْ وَتَكْذِيبُكُمْ تَصْدِيقًا وَإِذْعَانًا وَجِيءَ بِثُمَّ دَلَالَةً عَلَى زِيَادَةِ الِاسْتِبْعَادِ وَفِيهِ أَنَّ هَذَا الثَّانِيَ أَبْعَدُ مِنَ الْأَوَّلِ وَأَدْخَلُ فِي الْإِنْكَارِ
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ هَذَا جَوَابَ الشَّرْطِ وَالِاسْتِفْهَامِيَّةُ الْأُولَى اعْتِرَاضٌ وَالْمَعْنَى أَخْبِرُونِي إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ آمَنْتُمْ بِهِ بَعْدَ وُقُوعِهِ حِينَ لَا يَنْفَعُكُمُ الْإِيمَانُ وَأَصْلُ الْكَلَامِ عَلَى مَا قِيلَ: إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا وَوَقَعَ وَتَحَقَّقَ آمَنْتُمْ ثُمَّ جِيءَ بِحَرْفِ التَّرَاخِي بَدَلَ الْوَاوِ دَلَالَةً عَلَى الِاسْتِبْعَادِ ثُمَّ زِيدَ أَدَاةُ الشَّرْطِ دَلَالَةً عَلَى اسْتِقْلَالِهِ بِالْاسْتِبْعَادِ وَعَلَى أَنَّ الْأَوَّلَ كَالتَّمْهِيدِ لَهُ وَجِيءَ بِإِذَا - مُؤَكِّدًا - بِمَا - تَرْشِيحًا لِمَعْنَى الْوُقُوعِ وَالتَّحْقِيقِ وَزِيَادَةً لِلتَّجْهِيلِ وَأَنَّهُمْ لَمْ يُومَنُوا إِلَّا بَعْدُ إِنْ لَمْ يَنْفَعْهُمُ الْبَتَّةَ وَهَذَا الْوَجْهُ مِمَّا جَوَّزَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ لِأَنَّ ثُمَّ حَرْفُ عَطْفٍ لَمْ يَسْمَعْ تَصْدِيرَ الْجَوَابِ بِهِ وَالْجُمْلَةُ الْمُصَدَّرَةُ بِالِاسْتِفْهَامِ لَا تَقَعُ جَوَابًا بِدُونِ الْفَاءِ وَأُجِيبُ عَنْ هَذَا بِمَا مَرَّ
وَأَمَّا الْجَوَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ أَجْرَى (ثُمَّ) مَجْرَى الْفَاءِ فَكَمَا أَنَّ الْفَاءَ فِي الْأَصْلِ لِلْعَطْفِ وَالتَّرْتِيبِ وَقَدْ رَبَطَتِ الْجَزَاءَ فَكَذَلِكَ هَذِهِ فَمُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ النُّحَاةِ وَقِيَاسُهُ عَلَى الْفَاءِ غَيْرُ جَلِيٍّ وَلِهَذِهِ الدَّغْدَغَةِ قِيلَ: مُرَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الْجَوَابِ وَالتَّقْدِيرُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ آمَنْتُمْ بِهِ بَعْدَ وُقُوعِهِ وَمَا فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ لِلتَّأْكِيدِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَخْفَى تَكَلُّفُهُ فَإِنَّ عَطْفَ التَّأْكِيدِ بِثُمَّ مَعَ حَذْفِ الْمُؤَكِّدِ مِمَّا لَا يَنْبَغِي ارْتِكَابُهُ وَلَوْ قِيلَ: الْمُرَادُ إِنَّ (آمَنْتُمْ) هُوَ الْجَوَابُ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ مُعْتَرِضٌ فَالِاعْتِرَاضُ بِالْوَاوِ وَالْفَاءِ وَأَمَّا بِثُمَّ فَلَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَبِالْجُمْلَةِ قَدْ كَثُرَ الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لِهَذَا الْوَجْهِ وَلَا يُصْلِحُ الْعَطَّارُ مَا أَفْسَدَ الدَّهْرُ وَقُرِئَ (ثَمَّ) بِفَتْحِ الثَّاءِ بِمَعْنَى هُنَالِكَ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلآنَ عَلَى تَقْدِيرِ الْقَوْلِ وَهُوَ الْأَظْهَرُ وَالْأَقْوَى مَعْنًى أَيْ قِيلَ لَهُمْ عِنْدَ إِيمَانِهِمْ بَعْدَ وُقُوعِ الْعَذَابِ آلآنَ آمَنْتُمْ بِهِ فَالْآنَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهُ ظَرْفٌ لِآمَنْتُمْ مُقَدَّرًا وَمُنِعَ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلْمَذْكُورِ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَهُ صَدْرُ الْكَلَامِ وَقُرِئَ بِدُونِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ وَالظَّاهِرُ عِنْدِي عَلَى هَذَا تَعَلُّقُهُ بِمُقَدَّرٍ أَيْضًا لِأَنَّ الْكَلَامَ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ وَبَعْضٌّ جَوَّزَ تَعَلُّقَهُ بِالْمَذْكُورِ وَلَيْسَ بِذَاكَ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ أَنَّهُ قُرِئَ (آلْآنَ) بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ الَّتِي بَعْدَ اللَّامِ وَإِلْقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى اللَّامِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
[ ص: 135 ] nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ 51 فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ (آمَنْتُمْ) الْمُقَدَّرِ وَالْكَلَامُ عَلَى مَا قِيلَ مَسُوقٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى غَيْرُ دَاخِلٍ تَحْتِ الْقَوْلِ الْمُلَقَّنِ لِتَقْرِيرِ مَضْمُونٍ مَا سَبَقَ مِنْ إِنْكَارِ التَّأْخِيرِ وَالتَّوْبِيخِ عَلَيْهِ وَفَائِدَةُ الْحَالِ تَشْدِيدُ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعُ وَزِيَادَةُ التَّنْدِيمِ وَالتَّحْسِيرِ قَالَ الْعَلَّامَةُ
الطِّيبِيُّ : إِنَّ آلْآنَ آمَنْتُمْ بِهِ يَقْتَضِي أَنْ يُقَالَ بَعْدَهُ: وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ لَا (تَسْتَعْجِلُونَ) إِلَّا أَنَّهُ وُضِعَ مَوْضِعَهُ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الِاسْتِعْجَالُ السَّابِقُ وَهُوَ مَا حَكَاهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48مَتَى هَذَا الْوَعْدُ وَكَانَ ذَلِكَ تَهَكُّمًا مِنْهُمْ وَتَكْذِيبًا وَاسْتِبْعَادًا وَفِي الْعُدُولِ اسْتِحْضَارٌ لِتِلْكَ الْمَقَالَةِ الشَّنِيعَةِ فَيَكُونُ أَبْلَغَ مِنْ تُكَذِّبُونَ وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ عَلَى الْفِعْلِ لِمُرَاعَاةِ الْفَوَاصِلِ