الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وأما مسألة الصدقة فقد نص في الرواية على تقديم الحج عليها في غير سنة المجاعة وحمله ابن رشد على حج التطوع فأحرى الفريضة وتقدم في كلام صاحب المدخل أنه nindex.php?page=treesubj&link=23853لا يجوز له أن يتصدق بما يحج به وهو ظاهر nindex.php?page=treesubj&link=3278_23853_26093_3275_3276وأما في سنة المجاعة فتقدم الصدقة على حج التطوع ويفهم منه أنها لا تقدم على الحج الفرض وهو كذلك على القول بالفور وعلى القول بالتراخي فتقدم عليه وهذا ما لم تتعين المواساة بأن يجد محتاجا يجب عليه مواساته بالقدر الذي يصرفه في حجه فيقدم ذلك على الحج لوجوبه فورا من غير خلاف والحج مختلف فيه .
وقد روي أن nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - دخل الكوفة وهو يريد الحج فإذا بامرأة جالسة على مزبلة تنتف بطة فوقع في نفسه أنها ميتة فوقف وقال : يا هذه أميتة أم مذبوحة ، فقالت : ميتة وأنا أريد أن آكلها وعيالي ، فقال : إن الله حرم أكل الميتة وأنت في هذا البلد فقالت : يا هذا انصرف عني فلم يزل يراجعها الكلام حتى عرف منزلها ثم انصرف فجعل على بغل نفقة وكسوة وزادا وجاء فطرق الباب ففتحت فنزل عن البغل وضربه فدخل البيت ثم قال للمرأة : هذا البغل وما عليه من النفقة والكسوة والزاد لكم ثم أقام حتى جاء الحج فجاءه قوم يهنئونه بالحج فقال : ما حججت السنة ، فقال له بعضهم : سبحان الله ألم أودعك نفقتي ونحن ذاهبون إلى عرفات وقال الآخر : ألم تسقني في موضع كذا وكذا . وقال الآخر : ألم تشتر لي كذا وكذا فقال : ما أدري ما تقولون أما أنا فلم أحج العام فلما كان من الليل أتي في منامه فقيل له : يا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك قد قبل الله صدقتك وأنه بعث ملكا على صورتك فحج عنك انتهى من مناسك ابن جماعة .
وقوله : الصدقة أفضل من العتق ظاهر وسيأتي في كفارة الأيمان عن ابن العربي أن الأفضل من الخصال الثلاثة ما تدعو الحاجة إليه فالطعام في الغلاء والعتق في الرخاء فتأمل هل يأتي مثله هنا والله أعلم