[ ص: 385 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908_30539nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إلا امرأته [60]
قال : استثناء من الهاء والميم . وتأول
أبو يوسف هذا على أنه استثناء رد على استثناء ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبي عبيد القاسم بن سلام ،
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=58قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=59إلا آل لوط فاستثناهم من المجرمين ، إلا امرأته ، فاستثناها من قوم
لوط ، فصارت مع المجرمين . قال : كما تقول : له علي عشرة إلا أربعة إلا واحدا ، فيكون سبعة ؛ لأنك استثنيت من الأربعة واحدا ، فصار مع الستة فصارت سبعة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : كما تقول : إذا قال رجل لامرأته : أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة ، فقد طلق ثنتين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : الذي قال
أبو يوسف كما قال عند أهل العربية ، والذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد عند حذاق أهل العربية لا يجوز . يقولون : إنه لا يستثنى من الشيء نصفه ، ولا أكثر من النصف ، ولا يتكلم به أحد من العرب . والاستثناء عند
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه التوكيد ؛ لأنك إذا قلت : جاءني القوم ، جاز أن يكون قد بقي منهم ، فإذا قلت : كلهم ، أحطت بهم ، وكذا إذا قلت : جاءني القوم ، جاز أن يكون زيد داخلا فيهم ، فإذا قلت : إلا زيدا ، بينت كما بينت بالتوكيد . ومعنى قولك : "له عندي عشرة إلا واحدا " : له عندي عشرة ناقصة ، ولا يجوز أن يقال لخمسة ولا أقل منها : "عشرة ناقصة " . ( قدرنا إنها ) . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( قدرنا ) وفي التشديد معنى المبالغة ، أي كتبنا ذلك وأخبرنا به وعلمنا أنها لمن الغابرين ، قد ذكرناه ، ومن أحسن ما قيل فيه : إن معنى الغابرين : الباقون المتخلفون عن الخروج معه ، من قولهم :
[ ص: 386 ] غبر إذا بقي . وهكذا قال أهل العربية في معنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إن المعنى : فأسر بأهلك إلا امرأتك ، ومن أحسن ما قيل في معنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك أن المعنى : ولا يلتفت إلى ما خلف ، وليخرج . وقد قيل : إنه من الالتفات ، أي : لا يكن منكم خروج فيلتفت .
[ ص: 385 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908_30539nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إِلا امْرَأَتَهُ [60]
قَالَ : اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ . وَتَأَوَّلَ
أَبُو يُوسُفَ هَذَا عَلَى أَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ رُدَّ عَلَى اسْتِثْنَاءٍ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=58قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=59إِلا آلَ لُوطٍ فَاسْتَثْنَاهُمْ مِنَ الْمُجْرِمِينَ ، إِلَّا امْرَأَتَهُ ، فَاسْتَثْنَاهَا مِنْ قَوْمِ
لُوطٍ ، فَصَارَتْ مَعَ الْمُجْرِمِينَ . قَالَ : كَمَا تَقُولُ : لَهُ عَلَيَّ عَشْرَةٌ إِلَّا أَرْبَعَةً إِلَّا وَاحِدًا ، فَيَكُونُ سَبْعَةً ؛ لِأَنَّكَ اسْتَثْنَيْتَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ وَاحِدًا ، فَصَارَ مَعَ السِّتَّةِ فَصَارَتْ سَبْعَةً . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ : كَمَا تَقُولُ : إِذَا قَالَ رَجُلٌ لِاِمْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا إِلَّا اثْنَتَيْنِ إِلَّا وَاحِدَةً ، فَقَدْ طَلَّقَ ثِنْتَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ : الَّذِي قَالَ
أَبُو يُوسُفَ كَمَا قَالَ عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَالَّذِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ عِنْدَ حُذَّاقِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ لَا يَجُوزُ . يَقُولُونَ : إِنَّهُ لَا يُسْتَثْنَى مِنَ الشَّيْءِ نِصْفُهُ ، وَلَا أَكْثَرُ مِنَ النِّصْفِ ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ . وَالِاسْتِثْنَاءُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14248الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ التَّوْكِيدُ ؛ لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : جَاءَنِي الْقَوْمُ ، جَازَ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَقِيَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا قُلْتَ : كُلُّهُمْ ، أَحَطْتَ بِهِمْ ، وَكَذَا إِذَا قُلْتَ : جَاءَنِي الْقَوْمُ ، جَازَ أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ دَاخِلًا فِيهِمْ ، فَإِذَا قُلْتَ : إِلَّا زَيْدًا ، بَيَّنْتَ كَمَا بَيَّنْتَ بِالتَّوْكِيدِ . وَمَعْنَى قَوْلِكَ : "لَهُ عِنْدِي عَشْرَةٌ إِلَّا وَاحِدًا " : لَهُ عِنْدِي عَشْرَةٌ نَاقِصَةٌ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِخَمْسَةٍ وَلَا أَقَلَّ مِنْهَا : "عَشْرَةٌ نَاقِصَةٌ " . ( قَدَّرْنَا إِنَّهَا ) . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ : ( قَدَرْنَا ) وَفِي التَّشْدِيدِ مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ ، أَيْ كَتَبْنَا ذَلِكَ وَأَخْبَرْنَا بِهِ وَعَلِمْنَا أَنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ، قَدْ ذَكَرْنَاهُ ، وَمِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِيهِ : إِنَّ مَعْنَى الْغَابِرِينَ : الْبَاقُونَ الْمُتَخَلِّفُونَ عَنِ الْخُرُوجِ مَعَهُ ، مِنْ قَوْلِهِمْ :
[ ص: 386 ] غَبَرَ إِذَا بَقِيَ . وَهَكَذَا قَالَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّ الْمَعْنَى : فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ ، وَمِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي مَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ أَنَّ الْمَعْنَى : وَلَا يَلْتَفِتْ إِلَى مَا خَلَّفَ ، وَلْيَخْرُجْ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ مِنَ الِالْتِفَاتِ ، أَيْ : لَا يَكُنْ مِنْكُمْ خُرُوجٌ فَيَلْتَفِتَ .