nindex.php?page=treesubj&link=29007_28902 ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ( 13 ) )
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ) يعني : اذكر لهم شبها مثل حالهم من قصة أصحاب القرية وهي
أنطاكية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13إذ جاءها المرسلون ) يعني : رسل
عيسى عليه الصلاة والسلام .
[ ص: 11 ]
قال العلماء بأخبار الأنبياء :
nindex.php?page=treesubj&link=31978بعث عيسى رسولين من الحواريين إلى أهل مدينة أنطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له وهو
حبيب النجار ، صاحب يس فسلما عليه ، فقال الشيخ لهما : من أنتما ؟ فقالا : رسولا
عيسى ، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن ، فقال : أمعكما آية ؟ قالا : نعم نحن نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ، فقال الشيخ : إن لي ابنا مريضا منذ سنين ، قالا : فانطلق بنا نطلع على حاله ، فأتى بهما إلى منزله ، فمسحا ابنه ، فقام في الوقت - بإذن الله - صحيحا ، ففشا الخبر في المدينة ، وشفى الله - تعالى - على أيديهما كثيرا من المرضى ، وكان لهم ملك - قال
وهب : اسمه
إنطيخس - وكان من ملوك الروم يعبد الأصنام ، قالوا : فانتهى الخبر إليه فدعاهما ، فقال : من أنتما ؟ قالا : رسولا
عيسى ، قال : وفيم جئتما ؟ قالا : ندعوك من عبادة ما لا يسمع ولا يبصر إلى عبادة من يسمع ويبصر ، فقال : لكما إله دون آلهتنا ؟ قالا : نعم ، من أوجدك وآلهتك . قال : قوما حتى أنظر في أمركما ، فتبعهما الناس فأخذوهما وضربوهما في السوق .
قال
وهب : بعث
عيسى هذين الرجلين إلى
أنطاكية ، فأتياها فلم يصلا إلى ملكها ، وطال مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله ، فغضب الملك وأمر بهما فحبسا وجلد كل واحد منهما مائة جلدة . قالوا : فلما كذب الرسولان وضربا ، بعث
عيسى رأس الحواريين
شمعون الصفا على إثرهما لينصرهما ، فدخل
شمعون البلد متنكرا ، فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به ، فرفعوا خبره إلى الملك فدعاه فرضي عشرته وأنس به وأكرمه ، ثم قال له ذات يوم : أيها الملك بلغني أنك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلى غير دينك ، فهل كلمتهما وسمعت قولهما ؟ فقال الملك : حال
[ ص: 12 ] الغضب بيني وبين ذلك . قال : فإن رأى الملك دعاهما حتى نطلع على ما عندهما ، فدعاهما الملك ، فقال لهما
شمعون : من أرسلكما إلى هاهنا ؟ قالا : الله الذي خلق كل شيء وليس له شريك ، فقال لهما
شمعون : [ فصفاه وأوجزا ، فقالا : إنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فقال
شمعون : وما آيتكما ؟ قالا : ما تتمناه ، فأمر الملك حتى جاءوا بغلام مطموس العينين وموضع عينيه كالجبهة ، فما زالا يدعوان ربهما حتى انشق موضع البصر ، فأخذا بندقتين من الطين ، فوضعاهما في حدقتيه فصارتا مقلتين يبصر بهما ، فتعجب الملك ، فقال
شمعون للملك : إن أنت سألت إلهك حتى يصنع صنعا مثل هذا فيكون لك الشرف ولإلهك . فقال الملك : ليس لي عنك سر إن إلهنا الذي نعبده لا يسمع ولا يبصر ، ولا يضر ولا ينفع ، وكان
شمعون إذا دخل الملك على الصنم يدخل بدخوله ويصلي كثيرا ، ويتضرع حتى ظنوا أنه على ملتهم ، فقال الملك للرسولين : إن قدر إلهكم الذي تعبدانه على إحياء ميت آمنا به وبكما ، قالا : إلهنا قادر على كل شيء ، فقال الملك : إن هاهنا ميتا مات منذ سبعة أيام : ابن لدهقان ، وأنا أخرته فلم أدفنه حتى يرجع أبوه ، وكان غائبا فجاؤوا بالميت وقد تغير وأروح فجعلا يدعوان ربهما علانية ، وجعل
شمعون يدعو ربه سرا ، فقام الميت ، وقال : إني قد مت منذ سبعة أيام مشركا فأدخلت في سبعة أودية من النار ، وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا بالله ، ثم قال : فتحت لي أبواب السماء فنظرت فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة ، قال الملك : ومن الثلاثة ؟ قال :
شمعون وهذان وأشار إلى صاحبيه ، فتعجب الملك ، فلما علم
شمعون أن قوله أثر في الملك أخبره بالحال ، ودعاه فآمن الملك وآمن قوم ، وكفر آخرون .
وقيل : إن ابنة للملك كانت قد توفيت ودفنت ، فقال
شمعون للملك : اطلب من هذين الرجلين أن يحييا ابنتك ، فطلب منهما الملك ذلك فقاما وصليا ودعوا
وشمعون معهما في السر ، فأحيا الله المرأة وانشق القبر عنها فخرجت ، وقالت : أسلموا فإنهما صادقان . قالت : ولا أظنكم تسلمون ، ثم طلبت من الرسولين أن يرداها إلى مكانها فذرا ترابا على رأسها وعادت إلى قبرها كما كانت .
وقال
ابن إسحاق عن
كعب ووهب : بل كفر الملك ، وأجمع هو وقومه على قتل الرسل فبلغ ذلك حبيبا ، وهو على باب المدينة الأقصى ، فجاء يسعى إليهم يذكرهم ويدعوهم إلى طاعة المرسلين ، فذلك قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=treesubj&link=29007_28902 ( nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ( 13 ) )
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ ) يَعْنِي : اذْكُرْ لَهُمْ شَبَهًا مِثْلَ حَالِهِمْ مِنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْقَرْيَةِ وَهِيَ
أَنْطَاكِيَةُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ) يَعْنِي : رُسُلُ
عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
[ ص: 11 ]
قَالَ الْعُلَمَاءُ بِأَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ :
nindex.php?page=treesubj&link=31978بَعَثَ عِيسَى رَسُولَيْنِ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ إِلَى أَهْلِ مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ فَلَمَّا قَرُبَا مِنَ الْمَدِينَةِ رَأَيَا شَيْخًا يَرْعَى غُنَيْمَاتٍ لَهُ وَهُوَ
حَبِيبٌ النَّجَّارُ ، صَاحِبُ يس فَسَلَّمَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ لَهُمَا : مَنْ أَنْتُمَا ؟ فَقَالَا : رَسُولَا
عِيسَى ، نَدْعُوكُمْ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : أَمَعَكُمَا آيَةٌ ؟ قَالَا : نَعَمْ نَحْنُ نَشْفِي الْمَرِيضَ وَنُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : إِنَّ لِي ابْنًا مَرِيضًا مُنْذُ سِنِينَ ، قَالَا : فَانْطَلِقْ بِنَا نَطَّلِعْ عَلَى حَالِهِ ، فَأَتَى بِهِمَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَمَسَحَا ابْنَهُ ، فَقَامَ فِي الْوَقْتِ - بِإِذْنِ اللَّهِ - صَحِيحًا ، فَفَشَا الْخَبَرُ فِي الْمَدِينَةِ ، وَشَفَى اللَّهُ - تَعَالَى - عَلَى أَيْدِيهِمَا كَثِيرًا مِنَ الْمَرْضَى ، وَكَانَ لَهُمْ مَلِكٌ - قَالَ
وَهْبٌ : اسْمُهُ
إِنْطِيخَسُ - وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ الرُّومِ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، قَالُوا : فَانْتَهَى الْخَبَرُ إِلَيْهِ فَدَعَاهُمَا ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتُمَا ؟ قَالَا : رَسُولَا
عِيسَى ، قَالَ : وَفِيمَ جِئْتُمَا ؟ قَالَا : نَدْعُوكَ مِنْ عِبَادَةِ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ إِلَى عِبَادَةِ مَنْ يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ ، فَقَالَ : لَكُمَا إِلَهٌ دُونَ آلِهَتِنَا ؟ قَالَا : نَعَمْ ، مَنْ أَوْجَدَكَ وَآلِهَتَكَ . قَالَ : قُومَا حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِكُمَا ، فَتَبِعَهُمَا النَّاسُ فَأَخَذُوهُمَا وَضَرَبُوهُمَا فِي السُّوقِ .
قَالَ
وَهْبٌ : بَعَثَ
عِيسَى هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَى
أَنْطَاكِيَةَ ، فَأَتَيَاهَا فَلَمْ يَصِلَا إِلَى مَلِكِهَا ، وَطَالَ مُدَّةُ مُقَامِهِمَا فَخَرَجَ الْمَلِكُ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَبَّرَا وَذَكَرَا اللَّهَ ، فَغَضِبَ الْمَلِكُ وَأَمَرَ بِهِمَا فَحُبِسَا وَجُلِدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ . قَالُوا : فَلَمَّا كُذِّبَ الرَّسُولَانِ وَضُرِبَا ، بَعَثَ
عِيسَى رَأْسَ الْحَوَارِيِّينَ
شَمْعُونَ الصَّفَا عَلَى إِثْرِهِمَا لِيَنْصُرَهُمَا ، فَدَخَلَ
شَمْعُونُ الْبَلَدَ مُتَنَكِّرًا ، فَجَعَلَ يُعَاشِرُ حَاشِيَةَ الْمَلِكِ حَتَّى أَنِسُوا بِهِ ، فَرَفَعُوا خَبَرَهُ إِلَى الْمَلِكِ فَدَعَاهُ فَرَضِيَ عِشْرَتَهُ وَأَنِسَ بِهِ وَأَكْرَمَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ : أَيُّهَا الْمَلِكُ بَلَغَنِي أَنَّكَ حَبَسْتَ رَجُلَيْنِ فِي السِّجْنِ وَضَرَبْتَهُمَا حِينَ دَعَوَاكَ إِلَى غَيْرِ دِينِكَ ، فَهَلْ كَلَّمْتَهُمَا وَسَمِعْتَ قَوْلَهُمَا ؟ فَقَالَ الْمَلِكُ : حَالَ
[ ص: 12 ] الْغَضَبُ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ . قَالَ : فَإِنْ رَأَى الْمَلِكُ دَعَاهُمَا حَتَّى نَطَّلِعَ عَلَى مَا عِنْدَهُمَا ، فَدَعَاهُمَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ لَهُمَا
شَمْعُونُ : مَنْ أَرْسَلَكُمَا إِلَى هَاهُنَا ؟ قَالَا : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَلَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ ، فَقَالَ لَهُمَا
شَمْعُونُ : [ فَصِفَاهُ وَأَوْجِزَا ، فَقَالَا : إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ، فَقَالَ
شَمْعُونُ : وَمَا آيَتُكُمَا ؟ قَالَا : مَا تَتَمَنَّاهُ ، فَأَمَرَ الْمَلِكُ حَتَّى جَاءُوا بِغُلَامٍ مَطْمُوسِ الْعَيْنَيْنِ وَمَوْضِعُ عَيْنَيْهِ كَالْجَبْهَةِ ، فَمَا زَالَا يَدْعُوَانِ رَبَّهُمَا حَتَّى انْشَقَّ مَوْضِعُ الْبَصَرِ ، فَأَخَذَا بُنْدُقَتَيْنِ مِنَ الطِّينِ ، فَوَضَعَاهُمَا فِي حَدَقَتَيْهِ فَصَارَتَا مُقْلَتَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، فَتَعَجَّبَ الْمَلِكُ ، فَقَالَ
شَمْعُونُ لِلْمَلِكِ : إِنْ أَنْتَ سَأَلْتَ إِلَهَكَ حَتَّى يَصْنَعَ صُنْعًا مِثْلَ هَذَا فَيَكُونُ لَكَ الشَّرَفُ وَلِإِلَهِكَ . فَقَالَ الْمَلِكُ : لَيْسَ لِي عَنْكَ سِرٌّ إِنَّ إِلَهَنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ ، وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ، وَكَانَ
شَمْعُونُ إِذَا دَخَلَ الْمَلِكُ عَلَى الصَّنَمِ يَدْخُلُ بِدُخُولِهِ وَيُصَلِّي كَثِيرًا ، وَيَتَضَرَّعُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ عَلَى مِلَّتِهِمْ ، فَقَالَ الْمَلِكُ لِلرَّسُولَيْنِ : إِنْ قَدَرَ إِلَهُكُمُ الَّذِي تَعْبُدَانِهِ عَلَى إِحْيَاءِ مَيِّتٍ آمنَّا بِهِ وَبِكُمَا ، قَالَا : إِلَهُنَا قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَقَالَ الْمَلِكُ : إِنَّ هَاهُنَا مَيِّتًا مَاتَ مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ : ابْنٌ لِدِهْقَانٍ ، وَأَنَا أَخَّرْتُهُ فَلَمْ أَدْفِنْهُ حَتَّى يَرْجِعَ أَبُوهُ ، وَكَانَ غَائِبًا فَجَاؤُوا بِالْمَيِّتِ وَقَدْ تَغَيَّرَ وَأَرْوَحَ فَجَعَلَا يَدْعُوَانِ رَبَّهُمَا عَلَانِيَةً ، وَجَعَلَ
شَمْعُونُ يَدْعُو رَبَّهُ سِرًّا ، فَقَامَ الْمَيِّتُ ، وَقَالَ : إِنِّي قَدْ مِتُّ مُنْذُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مُشْرِكًا فَأُدْخِلْتُ فِي سَبْعَةِ أَوْدِيَةٍ مِنَ النَّارِ ، وَأَنَا أُحَذِّرُكُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : فُتِحَتْ لِي أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ شَابًّا حَسَنَ الْوَجْهِ يَشْفَعُ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ ، قَالَ الْمَلِكُ : وَمَنِ الثَّلَاثَةُ ؟ قَالَ :
شَمْعُونُ وَهَذَانِ وَأَشَارَ إِلَى صَاحِبَيْهِ ، فَتَعَجَّبَ الْمَلِكُ ، فَلَمَّا عَلِمَ
شَمْعُونُ أَنَّ قَوْلَهُ أَثَّرَ فِي الْمَلِكِ أَخْبَرَهُ بِالْحَالِ ، وَدَعَاهُ فَآمَنَ الْمَلِكُ وَآمَنَ قَوْمٌ ، وَكَفَرَ آخَرُونَ .
وَقِيلَ : إِنَّ ابْنَةً لِلْمَلِكِ كَانَتْ قَدْ تُوُفِّيَتْ وَدُفِنَتْ ، فَقَالَ
شَمْعُونُ لِلْمَلِكِ : اطْلُبْ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ أَنْ يُحْيِيَا ابْنَتَكَ ، فَطَلَبَ مِنْهُمَا الْمَلِكُ ذَلِكَ فَقَامَا وَصَلَّيَا وَدَعَوَا
وَشَمْعُونُ مَعَهُمَا فِي السِّرِّ ، فَأَحْيَا اللَّهُ الْمَرْأَةَ وَانْشَقَّ الْقَبْرُ عَنْهَا فَخَرَجَتْ ، وَقَالَتْ : أَسْلِمُوا فَإِنَّهُمَا صَادِقَانِ . قَالَتْ : وَلَا أَظُنُّكُمْ تُسْلِمُونَ ، ثُمَّ طَلَبَتْ مِنَ الرَّسُولَيْنِ أَنْ يَرُدَّاهَا إِلَى مَكَانِهَا فَذَرَّا تُرَابًا عَلَى رَأْسِهَا وَعَادَتْ إِلَى قَبْرِهَا كَمَا كَانَتْ .
وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ
كَعْبٍ وَوَهْبٍ : بَلْ كَفَرَ الْمَلِكُ ، وَأَجْمَعَ هُوَ وَقَوْمُهُ عَلَى قَتْلِ الرُّسُلِ فَبَلَغَ ذَلِكَ حَبِيبًا ، وَهُوَ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ الْأَقْصَى ، فَجَاءَ يَسْعَى إِلَيْهِمْ يُذَكِّرُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ الْمُرْسَلِينَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - :