الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  1532 - حدثنا أحمد بن محمد بن نافع المصري الطحان ، ثنا أحمد بن صالح ، قال : وجدت في كتاب بالمدينة ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وإبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن محمد بن صالح التمار ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : قال أبو جهل بن هشام حين قدم مكة ، منصرفه عن حمزة : يا معشر قريش إن محمدا قد نزل يثرب ، وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمروا طريقه ، وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم نفيتموه نفي القردان على المناسم ، والله إن له لسحرة ، ما رأيته قط ، ولا أحدا من أصحابه ، إلا رأيت معهم الشياطين ، وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة ، فهو عدو استعان بعدو ، فقال له مطعم بن عدي : يا أبا الحكم ، والله ما رأيت أحدا ، أصدق لسانا ، ولا أصدق موعدا من أخيكم ، الذي طردتم فإذ فعلتم ، الذي فعلتم ، فكونوا أكف الناس عنه ، فقال أبو سفيان بن الحارث : كونوا أشد ما كنتم عليه ، فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم ، لم يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ، وإن أطعمتمونني ألحمتموهم خبر كنانة ، أو يخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، من بين أظهرهم فيكون وحيدا مطرودا ، وأما ابنا قيلة ، فوالله ما هما ، وأهل دهلك في المذلة ، إلا سواء ، وسأكفيكم حدهم ، وقال : [ ص: 124 ] سأمنح جانبا مني غليظا على ما كان ، من قرب ، وبعد رجال الخزرجية أهل ذل إذا ما كان هزل بعد جد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " والذي نفسي بيده ، لأقتلنهم ، ولأصلبنهم ، ولأهدينهم ، وهم كارهون ، إني رحمة ، بعثني الله عز وجل ، ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه ، لي خمسة أسماء ، أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي ، الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر يحشر الناس على يدي ، وأنا العاقب " قال أحمد بن صالح : أرجو أن يكون الحديث صحيحا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية