الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قوله : ( وكل ميسر لما خلق له ، والأعمال بالخواتيم ، والسعيد من سعد بقضاء الله ، والشقي من شقي بقضاء الله ) .
ش : تقدم حديث علي رضي الله عنه nindex.php?page=treesubj&link=28790_28789وقوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=964302اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، وعن زهير عن أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=964303جاء سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله ، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ، فيم العمل اليوم ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، أم فيما يستقبل ؟ قال : لا ، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، قال : ففيم العمل ؟ قال زهير : ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه ، فسألت . ما قال ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر . رواه مسلم .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=964304إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل [ ص: 319 ] الجنة . خرجاه في الصحيحين وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وإنما nindex.php?page=treesubj&link=30501_28790الأعمال بالخواتيم .
وفي الصحيحين أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - : nindex.php?page=hadith&LINKID=964305إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل [ إليه ] الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ، [ ص: 320 ] فوالذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها . والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وكذلك الآثار عن السلف . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر في ( ( التمهيد ) ) : قد أكثر الناس من تخريج الآثار في هذا الباب ، وأكثر المتكلمون من الكلام فيه ، وأهل السنة مجتمعون على الإيمان بهذه الآثار واعتقادها وترك المجادلة فيها ، وبالله العصمة والتوفيق .