الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون

                                                                                                                                                                                                ليس عليك هداهم : لا يجب عليك أن تجعلهم مهديين إلى الانتهاء عما نهوا عنه من المن والأذى والإنفاق من الخبيث وغير ذلك، وما عليك إلا أن تبلغهم النواهي [ ص: 502 ] فحسب ولكن الله يهدي من يشاء : يلطف بمن يعلم أن اللطف ينفع فيه فينتهي عما نهي عنه. وما تنفقوا من خير : من مال فلأنفسكم : فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم فلا تمنوا به على الناس ولا تؤذوهم بالتطاول عليهم وما تنفقون : وليست نفقتكم إلا لابتغاء وجه الله ولطلب ما عنده، فما بالكم تمنون بها وتنفقون الخبيث الذي لا يوجه مثله إلى الله؟!

                                                                                                                                                                                                وما تنفقوا من خير يوف إليكم : ثوابه أضعافا مضاعفة، فلا عذر لكم في أن ترغبوا عن إنفاقه، وأن يكون على أحسن الوجوه وأجملها، وقيل: حجت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - فأتتها أمها تسألها وهي مشركة، فأبت أن تعطيها، فنزلت.

                                                                                                                                                                                                وعن سعيد بن جبير - رضي الله عنه -: كانوا يتقون أن يرضخوا لقراباتهم من المشركين.

                                                                                                                                                                                                وروي: أن ناسا من المسلمين كانت لهم أصهار في اليهود ورضاع وقد كانوا ينفقون عليهم قبل الإسلام، فلما أسلموا كرهوا أن ينفقوهم، وعن بعض العلماء: لو كان شر خلق الله لكان لك ثواب نفقتك.

                                                                                                                                                                                                واختلف في الواجب، فجوز أبو حنيفة - رضي الله عنه - صرف صدقة الفطر إلى أهل الذمة، وأباه غيره.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية