nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28986_30558_30539_29494_30542كذلك نسلكه في قلوب المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين استئناف بياني ناشئ عن سؤال يخطر ببال السامع لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=11وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون فيتساءل كيف تواردت هذه الأمم على طريق واحد من الضلال فلم تفدهم دعوة الرسل - عليهم السلام - كما قال تعالى أتواصوا به بل هم قوم طاغون .
[ ص: 24 ] والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن جملة وإنا له لحافظون ; إذ قد يخطر بالبال أن حفظ الذكر يقتضي أن لا يكفر به من كفر ، فأجيب بأن ذلك عقاب من الله لهم لإجرامهم
nindex.php?page=treesubj&link=30617وتلقيهم الحق بالسخرية وعدم التدبر ، ولأجل هذا اختير لهم وصف المجرمين دون الكافرين ; لأن وصف الكفر صار لهم كاللقب لا يشعر بمعنى التعليل . ونظيره قوله في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم .
والتعبير بصيغة المضارع في " نسلكه " للدلالة على أن المقصود إسلاك في زمن الحال ، أي : زمن نزول القرآن ، ليعلم أن المقصود بيان تلقي المشركين للقرآن ، فلا يتوهم أن المراد بالمجرمين شيع الأولين مع ما يفيده المضارع من الدلالة على التجديد المناسب لقوله : " وقد خلت سنة الأولين " ، أي : تجدد لهؤلاء إبلاغ القرآن على سنة إبلاغ الرسالات لمن قبلهم . وفيه تعريض بأن ذلك إعذار لهم ليحل بهم العذاب كما حل بمن قبلهم .
والمشار إليه بقوله : ( كذلك ) هو السلك المأخوذ من " نسلكه " على طريقة أمثالها المقررة في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا في سورة البقرة .
والسلك : الإدخال . قال
الأعشى :
كما سلك السكي في الباب فيتق
أي : مثل السلك الذي سنصفه ( نسلك الذكر في قلوب المجرمين ) ، أي : هكذا نولج القرآن في عقول المشركين ، فإنهم يسمعونه ويفهمونه إذ هو من كلامهم ويدركون خصائصه ، ولكنه لا يستقر في عقولهم استقرار تصديق به ، بل هم مكذبون به ، كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون .
[ ص: 25 ] وبهذا السلوك تقوم الحجة عليهم بتبليغ القرآن إليهم ويعاد إسماعهم إياه المرة بعد المرة لتقوم الحجة .
فضمير " نسلكه " و به عائدان إلى الذكر في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر أي : القرآن .
والمجرمون هم كفار
قريش .
وجملة لا يؤمنون به بيان للسلك المشبه به أو حال من المجرمين ، أي : تعيه عقولهم ولا يؤمنون به ، وهذا عام مراد به من ماتوا على الكفر منهم ، والمراد أنهم لا يؤمنون وقتا ما .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13وقد خلت سنة الأولين معترضة بين جملة "
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13لا يؤمنون به " وجملة ولو فتحنا عليهم بابا من السماء الخ .
والكلام تعريض بالتهديد بأن يحل بهم ما حل بالأمم الماضية معاملة للنظير بنظيره ; لأن كون سنة الأولين مضت أمر معلوم غير مفيد ذكره ، فكان الخبر مستعملا في لازمه بقرينة تعذر الحمل على أصل الخبرية .
والسنة : العادة المألوفة ، وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قد خلت من قبلكم سنن في سورة آل عمران ، وإضافتها إلى الأولين باعتبار تعلقها بهم ، وإنما هي سنة الله فيهم ; لأنها المقصود هنا ، والإضافة لأدنى ملابسة .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28986_30558_30539_29494_30542كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ نَاشِئٌ عَنْ سُؤَالٍ يَخْطُرُ بِبَالِ السَّامِعِ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=11وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَيَتَسَاءَلُ كَيْفَ تَوَارَدَتْ هَذِهِ الْأُمَمُ عَلَى طَرِيقٍ وَاحِدٍ مِنَ الضَّلَالِ فَلَمْ تُفِدْهُمْ دَعْوَةُ الرُّسُلِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - كَمَا قَالَ تَعَالَى أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ .
[ ص: 24 ] وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا نَاشِئًا عَنْ جُمْلَةِ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ; إِذْ قَدْ يَخْطُرُ بِالْبَالِ أَنَّ حِفْظَ الذِّكْرِ يَقْتَضِي أَنْ لَا يَكْفُرَ بِهِ مَنْ كَفَرَ ، فَأُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ عِقَابٌ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ لِإِجْرَامِهِمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30617وَتَلَقِّيهِمُ الْحَقَّ بِالسُّخْرِيَةِ وَعَدَمِ التَّدَبُّرِ ، وَلِأَجْلِ هَذَا اخْتِيرَ لَهُمْ وَصْفُ الْمُجْرِمِينَ دُونَ الْكَافِرِينَ ; لِأَنَّ وَصْفَ الْكُفْرِ صَارَ لَهُمْ كَاللَّقَبِ لَا يُشْعِرُ بِمَعْنَى التَّعْلِيلِ . وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ .
وَالتَّعْبِيرُ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ فِي " نَسْلُكُهُ " لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ الْمَقْصُودَ إِسْلَاكٌ فِي زَمَنِ الْحَالِ ، أَيْ : زَمَنِ نُزُولِ الْقُرْآنِ ، لِيُعْلَمَ أَنَّ الْمَقْصُودَ بَيَانُ تَلَقِّي الْمُشْرِكِينَ لِلْقُرْآنِ ، فَلَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُجْرِمِينَ شِيَعُ الْأَوَّلِينَ مَعَ مَا يُفِيدُهُ الْمُضَارِعُ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى التَّجْدِيدِ الْمُنَاسِبِ لِقَوْلِهِ : " وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ " ، أَيْ : تَجَدَّدَ لِهَؤُلَاءِ إِبْلَاغُ الْقُرْآنِ عَلَى سُنَّةِ إِبْلَاغِ الرِّسَالَاتِ لِمَنْ قَبْلَهُمْ . وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ ذَلِكَ إِعْذَارٌ لَهُمْ لِيَحِلَّ بِهِمُ الْعَذَابُ كَمَا حَلَّ بِمَنْ قَبْلَهُمْ .
وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ : ( كَذَلِكَ ) هُوَ السَّلْكُ الْمَأْخُوذُ مِنْ " نَسْلُكُهُ " عَلَى طَرِيقَةِ أَمْثَالِهَا الْمُقَرَّرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَالسَّلْكُ : الْإِدْخَالُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
كَمَا سَلَكَ السَّكِّيُّ فِي الْبَابِ فَيْتَقُ
أَيْ : مِثْلُ السَّلْكِ الَّذِي سَنَصِفُهُ ( نَسْلُكُ الذِّكْرَ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) ، أَيْ : هَكَذَا نُولِجُ الْقُرْآنَ فِي عُقُولِ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُمْ يَسْمَعُونَهُ وَيَفْهَمُونَهُ إِذْ هُوَ مِنْ كَلَامِهِمْ وَيُدْرِكُونَ خَصَائِصَهُ ، وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَقِرُّ فِي عُقُولِهِمُ اسْتِقْرَارَ تَصْدِيقٍ بِهِ ، بَلْ هُمْ مُكَذِّبُونَ بِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ .
[ ص: 25 ] وَبِهَذَا السُّلُوكُ تَقُومُ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ بِتَبْلِيغِ الْقُرْآنِ إِلَيْهِمْ وَيُعَادُ إِسْمَاعُهُمْ إِيَّاهُ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ .
فَضَمِيرُ " نَسْلُكُهُ " وَ بِهِ عَائِدَانِ إِلَى الذِّكْرِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ أَيِ : الْقُرْآنِ .
وَالْمُجْرِمُونَ هُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ .
وَجُمْلَةُ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ بَيَانٌ لِلسَّلْكِ الْمُشَبَّهِ بِهِ أَوْ حَالٌ مِنَ الْمُجْرِمِينَ ، أَيْ : تَعِيَهُ عُقُولُهُمْ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ، وَهَذَا عَامٌّ مُرَادٌ بِهِ مَنْ مَاتُوا عَلَى الْكُفْرِ مِنْهُمْ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَقْتًا مَا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ جُمْلَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=13لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ " وَجُمْلَةِ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ الْخَ .
وَالْكَلَامُ تَعْرِيضٌ بِالتَّهْدِيدِ بِأَنْ يَحِلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ بِالْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ مُعَامَلَةً لِلنَّظِيرِ بِنَظِيرِهِ ; لِأَنَّ كَوْنَ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ مَضَتْ أَمْرٌ مَعْلُومٌ غَيْرُ مُفِيدٍ ذِكْرُهُ ، فَكَانَ الْخَبَرُ مُسْتَعْمَلًا فِي لَازِمِهِ بِقَرِينَةِ تَعَذُّرِ الْحَمْلِ عَلَى أَصْلِ الْخَبَرِيَّةِ .
وَالسُّنَّةُ : الْعَادَةُ الْمَأْلُوفَةُ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=137قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، وَإِضَافَتُهَا إِلَى الْأَوَّلِينَ بِاعْتِبَارِ تَعَلُّقِهَا بِهِمْ ، وَإِنَّمَا هِيَ سُنَّةُ اللَّهِ فِيهِمْ ; لِأَنَّهَا الْمَقْصُودُ هُنَا ، وَالْإِضَافَةُ لِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ .