nindex.php?page=treesubj&link=1926_28662_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا nindex.php?page=treesubj&link=29294_31788_32024_34109_34200_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29705_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا nindex.php?page=treesubj&link=34273_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا nindex.php?page=treesubj&link=32498_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا nindex.php?page=treesubj&link=28328_30428_30437_30443_30539_32028_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا nindex.php?page=treesubj&link=30351_30539_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا nindex.php?page=treesubj&link=30250_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا nindex.php?page=treesubj&link=29692_30175_34091_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا nindex.php?page=treesubj&link=28752_29692_29747_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32028_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا أي: لا دعاء عبادة، ولا دعاء مسألة، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=19696_32756المساجد التي هي أعظم محال العبادة مبنية على الإخلاص لله، والخضوع لعظمته، والاستكانة لعزته، nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله يدعوه أي: يسأله ويتعبد له ويقرأ القرآن كاد الجن من تكاثرهم عليه يكونون عليه لبدا، أي: متلبدين متراكمين حرصا على سماع ما جاء به من الهدى.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قل لهم يا أيها الرسول، مبينا حقيقة ما تدعو إليه:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا أي: أوحده وحده لا شريك له، وأخلع ما دونه من الأنداد والأوثان، وكل ما يتخذه المشركون من دونه.
[ ص: 1895 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا فإني عبد ليس لي من الأمر والتصرف شيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني من الله أحد .
أي: لا أحد أستجير به ينقذني من عذاب الله، وإذا كان الرسول الذي هو أكمل الخلق، لا يملك ضرا ولا رشدا، ولا يمنع نفسه من الله شيئا إن أراده بسوء، فغيره من الخلق من باب أولى وأحرى.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22ولن أجد من دونه ملتحدا أي: ملجأ ومنتصرا.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا من الله ورسالاته أي: ليس لي مزية على الناس، إلا أن الله خصني بإبلاغ رسالاته ودعوة خلقه إليه، وبذلك تقوم الحجة على الناس.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا وهذا المراد به المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص الأخر المحكمة.
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29494مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون أي: شاهدوه عيانا، وجزموا أنه واقع بهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24فسيعلمون في ذلك الوقت حقيقة المعرفة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24من أضعف ناصرا وأقل عددا حين لا ينصرهم غيرهم ولا أنفسهم ينتصرون، وإذ يحشرون فرادى كما خلقوا أول مرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل لهم إن سألوك فقالوا : متى هذا الوعد ؟ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا أي: غاية طويلة، فعلم ذلك عند الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا من الخلق، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيوب،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إلا من ارتضى من رسول أي: فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به، وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم، فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته، من غير أن تقربه الشياطين، فيزيدوا فيه أو ينقصوا، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا أي: يحفظونه بأمر الله؛
[ ص: 1896 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28ليعلم بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28أن قد أبلغوا رسالات ربهم بما جعله لهم من الأسباب،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وأحاط بما لديهم أي: بما عندهم، وما أسروه وأعلنوه،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وأحصى كل شيء عددا وفي هذه السورة فوائد عديدة: منها:
nindex.php?page=treesubj&link=28797وجود الجن، وأنهم مكلفون مأمورون مكلفون منهيون، مجازون بأعمالهم، كما هو صريح في هذه السورة.
ومنها:
nindex.php?page=treesubj&link=28747أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الجن، كما هو مبعوث إلى الإنس ، فإن الله صرف نفر الجن ليستمعوا ما يوحى إليه ويبلغوا قومهم.
ومنها:
nindex.php?page=treesubj&link=28796ذكاء الجن ومعرفتهم بالحق، وأن الذي ساقهم إلى الإيمان هو ما تحققوه من هداية القرآن، وحسن أدبهم في خطابهم.
ومنها:
nindex.php?page=treesubj&link=31034_28740اعتناء الله برسوله، وحفظه لما جاء به، فحين ابتدأت بشائر نبوته، والسماء محروسة بالنجوم، والشياطين قد هربت من أماكنها، وأزعجت عن مراصدها، وأن الله رحم به أهل الأرض رحمة ما يقدر لها قدر، وأراد بهم ربهم رشدا، فأراد أن يظهر من دينه وشرعه ومعرفته في الأرض، ما تبتهج به القلوب، وتفرح به أولو الألباب، وتظهر به شعائر الإسلام، وينقمع به أهل الأوثان والأصنام.
ومنها: شدة حرص الجن على استماعهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وتراكمهم عليه.
ومنها: أن هذه السورة قد اشتملت على
nindex.php?page=treesubj&link=28675_28666الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وبينت حالة الخلق، وأن كل أحد منهم لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأن الرسول
محمدا صلى الله عليه وسلم، إذا كان لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا، بل ولا يملك لنفسه، علم أن الخلق كلهم كذلك، فمن الخطأ والظلم اتخاذ من هذا وصفه إلها آخر.
[ ص: 1897 ] ومنها: أن
nindex.php?page=treesubj&link=29692علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها، فلا يعلمها أحد من الخلق، إلا من ارتضاه الله واختصه بعلم شيء منها. تم تفسيرها، والحمد لله رب العالمين.
nindex.php?page=treesubj&link=1926_28662_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29294_31788_32024_34109_34200_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28662_29705_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=34273_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا nindex.php?page=treesubj&link=32498_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28328_30428_30437_30443_30539_32028_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=30351_30539_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا nindex.php?page=treesubj&link=30250_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29692_30175_34091_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28752_29692_29747_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا nindex.php?page=treesubj&link=30497_32028_34513_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا أَيْ: لَا دُعَاءَ عِبَادَةٍ، وَلَا دُعَاءَ مَسْأَلَةٍ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19696_32756الْمَسَاجِدَ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ مَحَالِ الْعِبَادَةِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ، وَالْخُضُوعِ لِعَظَمَتِهِ، وَالِاسْتِكَانَةِ لِعِزَّتِهِ، nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ أَيْ: يَسْأَلُهُ وَيَتَعَبَّدُ لَهُ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَادَ الْجِنُّ مِنْ تَكَاثُرِهِمْ عَلَيْهِ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا، أَيْ: مُتَلَبِّدِينَ مُتَرَاكِمِينَ حِرْصًا عَلَى سَمَاعِ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْهُدَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قُلْ لَهُمْ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ، مُبَيِّنًا حَقِيقَةَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا أَيْ: أُوَحِّدُهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَخْلَعُ مَا دُونَهُ مِنَ الْأَنْدَادِ وَالْأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَا يَتَّخِذُهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ.
[ ص: 1895 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا فَإِنِّي عَبْدٌ لَيْسَ لِي مِنَ الْأَمْرِ وَالتَّصَرُّفِ شَيْءٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ .
أَيْ: لَا أَحَدَ أَسْتَجِيرُ بِهِ يُنْقِذُنِي مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَإِذَا كَانَ الرَّسُولُ الَّذِي هُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ، لَا يَمْلِكُ ضُرًّا وَلَا رُشْدًا، وَلَا يَمْنَعُ نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ، فَغَيْرُهُ مِنَ الْخَلْقِ مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَحْرَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا أَيْ: مَلْجَأً وَمُنْتَصِرًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ أَيْ: لَيْسَ لِي مَزِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ خَصَّنِي بِإِبْلَاغِ رِسَالَاتِهِ وَدَعْوَةِ خَلْقِهِ إِلَيْهِ، وَبِذَلِكَ تَقُومُ الْحُجَّةُ عَلَى النَّاسِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَهَذَا الْمُرَادُ بِهِ الْمَعْصِيَةُ الْكُفْرِيَّةُ، كَمَا قَيَّدَتْهَا النُّصُوصُ الْأُخَرُ الْمُحْكَمَةُ.
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29494مُجَرَّدُ الْمَعْصِيَةِ، فَإِنَّهُ لَا يُوجِبُ الْخُلُودَ فِي النَّارِ، كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ، وَالْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ أَيْ: شَاهَدُوهُ عِيَانًا، وَجَزَمُوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24فَسَيَعْلَمُونَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ حَقِيقَةَ الْمَعْرِفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا حِينَ لَا يَنْصُرُهُمْ غَيْرُهُمْ وَلَا أَنْفُسُهُمْ يَنْتَصِرُونَ، وَإِذْ يُحْشَرُونَ فُرَادَى كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ لَهُمْ إِنْ سَأَلُوكَ فَقَالُوا : مَتَّى هَذَا الْوَعْدُ ؟ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا أَيْ: غَايَةٌ طَوِيلَةٌ، فَعِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ، بَلِ انْفَرَدَ بِعِلْمِ الضَّمَائِرِ وَالْأَسْرَارِ وَالْغُيُوبِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ أَيْ: فَإِنَّهُ يُخْبِرُهُ بِمَا اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الرُّسُلَ لَيْسُوا كَغَيْرِهِمْ، فَإِنَّ اللَّهَ أَيَّدَهُمْ بِتَأْيِيدٍ مَا أَيَّدَهُ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ، وَحَفِظَ مَا أَوْحَاهُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَبْلُغُوهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقْرَبَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَزِيدُوا فِيهِ أَوْ يَنْقُصُوا، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا أَيْ: يَحْفَظُونَهُ بِأَمْرِ اللَّهِ؛
[ ص: 1896 ] nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ بِمَا جَعَلَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَسْبَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ أَيْ: بِمَا عِنْدَهُمْ، وَمَا أَسَرُّوهُ وَأَعْلَنُوهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا وَفِي هَذِهِ السُّورَةِ فَوَائِدُ عَدِيدَةٌ: مِنْهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=28797وُجُودُ الْجِنِّ، وَأَنَّهُمْ مُكَلَّفُونَ مَأْمُورُونَ مُكَلَّفُونَ مَنْهِيُّونَ، مُجَازُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، كَمَا هُوَ صَرِيحٌ فِي هَذِهِ السُّورَةِ.
وَمِنْهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=28747أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى الْجِنِّ، كَمَا هُوَ مَبْعُوثٌ إِلَى الْإِنْسِ ، فَإِنَّ اللَّهَ صَرَفَ نَفَرَ الْجِنِّ لِيَسْتَمِعُوا مَا يُوحَى إِلَيْهِ وَيُبَلِّغُوا قَوْمَهُمْ.
وَمِنْهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=28796ذَكَاءُ الْجِنِّ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِالْحَقِّ، وَأَنَّ الَّذِي سَاقَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ هُوَ مَا تَحَقَّقُوهُ مِنْ هِدَايَةِ الْقُرْآنِ، وَحُسْنِ أَدَبِهِمْ فِي خِطَابِهِمْ.
وَمِنْهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=31034_28740اعْتِنَاءُ اللَّهِ بِرَسُولِهِ، وَحِفْظُهُ لِمَا جَاءَ بِهِ، فَحِينَ ابْتَدَأَتْ بَشَائِرُ نَبُّوتِهِ، وَالسَّمَاءُ مَحْرُوسَةٌ بِالنُّجُومِ، وَالشَّيَاطِينُ قَدْ هَرَبَتْ مِنْ أَمَاكِنِهَا، وَأُزْعِجَتْ عَنْ مَرَاصِدِهَا، وَأَنَّ اللَّهَ رَحِمَ بِهِ أَهْلَ الْأَرْضِ رَحْمَةً مَا يُقَدَّرُ لَهَا قَدْرٌ، وَأَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رُشْدًا، فَأَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ مِنْ دِينِهِ وَشَرْعِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فِي الْأَرْضِ، مَا تَبْتَهِجُ بِهِ الْقُلُوبُ، وَتَفْرَحُ بِهِ أُولُو الْأَلْبَابِ، وَتَظْهَرُ بِهِ شَعَائِرُ الْإِسْلَامِ، وَيَنْقَمِعُ بِهِ أَهْلُ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ.
وَمِنْهَا: شِدَّةُ حِرْصِ الْجِنِّ عَلَى اسْتِمَاعِهِمْ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَاكُمُهُمْ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ قَدِ اشْتَمَلَتْ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28675_28666الْأَمْرِ بِالتَّوْحِيدِ وَالنَّهْيِ عَنِ الشِّرْكِ، وَبَيَّنَتْ حَالَةَ الْخَلْقِ، وَأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْهُمْ لَا يَسْتَحِقُّ مِنَ الْعِبَادَةِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، لِأَنَّ الرَّسُولَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَانَ لَا يَمْلِكُ لِأَحَدٍ نَفْعًا وَلَا ضُرًّا، بَلْ وَلَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ، عَلِمَ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ كَذَلِكَ، فَمِنَ الْخَطَأِ وَالظُّلْمِ اتِّخَاذُ مَنْ هَذَا وَصْفُهُ إِلَهًا آخَرَ.
[ ص: 1897 ] وَمِنْهَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29692عُلُومَ الْغُيُوبِ قَدِ انْفَرَدَ اللَّهُ بِعِلْمِهَا، فَلَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، إِلَّا مَنِ ارْتَضَاهُ اللَّهُ وَاخْتَصَّهُ بِعِلْمِ شَيْءٍ مِنْهَا. تَمَّ تَفْسِيرُهَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.