الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الإخبار عن وصف الإسلام ، والإيمان بذكر جوامع شعبهما .

                                                                                                                          168 - أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا محمد بن المنهال الضرير ، حدثنا يزيد بن زريع حدثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، وقلنا : لعلنا لقينا رجلا من أصحاب [ ص: 390 ] محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسأله عن القدر ، فلقينا ابن عمر ، فظننت أنه يكل الكلام إلي ، فقلنا : يا أبا عبد الرحمن ، قد ظهر عندنا أناس يقرؤون القرآن يتقفرون العلم تقفرا ، يزعمون أن لا قدر ، وأن الأمر أنف . قال : فإن لقيتهم ، فأعلمهم أني منهم بريء ، وهم مني برآء ، والذي يحلف به ابن عمر : لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ، ثم لم يؤمن بالقدر لم يقبل منه . ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا ، إذ جاء شديد سواد اللحية ، شديد بياض الثياب ، فوضع ركبته على ركبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، ما الإسلام ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت ، قال : صدقت . قال : فعجبنا من سؤاله إياه ، وتصديقه إياه . قال : فأخبرني : ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، والبعث بعد الموت ، والقدر خيره وشره حلوه ومره ، قال : صدقت . قال : فعجبنا من سؤاله إياه ، [ ص: 391 ] وتصديقه إياه . قال : فأخبرني : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : فأخبرني متى الساعة ؟ قال : ما المسؤول بأعلم من السائل ، قال : فما أمارتها ؟ قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال : فتولى وذهب . فقال عمر : فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثالثة ، فقال : يا عمر ، أتدري من الرجل ؟ قلت : لا ، قال : ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية