الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              17378 حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا هشام الدستوائي قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملأه حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراقي البطن فغسل القلب بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار ثم انطلقت مع جبريل عليه السلام فأتينا السماء الدنيا قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ونعم المجيء جاء فأتيت على آدم عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من ابن ونبي ثم أتينا السماء الثانية قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قال محمد فمثل ذلك فأتيت على يحيى وعيسى عليهما السلام فسلمت عليهما فقالا مرحبا بك من أخ ونبي ثم أتينا السماء الثالثة فمثل ذلك فأتيت على يوسف عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي ثم أتينا السماء الرابعة فمثل ذلك فأتيت على إدريس عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي ثم أتينا السماء الخامسة فمثل ذلك فأتيت على هارون عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي ثم أتينا السماء السادسة فمثل ذلك ثم أتيت علىموسى عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي فلما جاوزته بكى قيل ما أبكاك قال يا رب هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي ثم أتينا السماء السابعة فمثل ذلك فأتيت على إبراهيم عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بك من ابن ونبي قال ثم رفع إلي البيت المعمور فسألت جبريل عليه السلام فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم قال ثم رفعت إلي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان [ ص: 208 ] الفيلة وإذا في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل فقال أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالفرات والنيل قال ثم فرضت علي خمسون صلاة فأتيت على موسى عليه السلام فقال ما صنعت قلت فرضت علي خمسون صلاة فقال إني أعلم بالناس منك إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك قال فرجعت إلى ربي عز وجل فسألته أن يخفف عني فجعلها أربعين ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه فقال ما صنعت قلت جعلها أربعين فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي عز وجل فجعلها ثلاثين فأتيت موسى عليه السلام فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي عز وجل فجعلها عشرين ثم عشرة ثم خمسة فأتيت على موسى فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فقلت إني أستحي من ربي عز وجل من كم أرجع إليه فنودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشر أمثالها حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا عند الكعبة بين النائم واليقظان فذكر الحديث قال ثم انطلقنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد بعث إليه قال نعم ففتح له قالوا مرحبا به ونعم المجيء جاء فأتينا علىإبراهيم عليه السلام قلت من هذا قال جبريل هذا أبوك إبراهيم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيول وإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا أربعة أنهار يخرجن من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت ما هذا يا جبريل قال أما النهران الظاهران فالنيل والفرات وأما الباطنان فنهران في الجنة قال فأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن قال فأخذت اللبن فقال جبريل أصبت الفطرة

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية