الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            سرية الرجيع

            كانت في صفر سنة ثلاث . وقال الواقدي : وكانت في صفر - يعني سنة أربع. قال : والرجيع على سبعة أميال من عسفان . واختلف في سببها وفي عدد رجالها ، فقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كما في الصحيح وعروة ، وابن عقبة كما رواه البيهقي عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عشرة عيونا إلى مكة ليأتوه بخبر قريش ، وجزم ابن سعد بأنهم عشرة وسمى منهم سبعة :

            1- عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح .

            2- ومرثد بن أبي مرثد ، كناز بن [حصين بن يربوع بن طريف الغنوي] .

            3- وعبد الله بن طارق [حليف بني ظفر] .

            4- وخبيب بن عدي [أحد بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف] .

            5- وزيد بن الدثنة [بن معاوية أخو بني بياضة بن عمرو بن زريق] .

            6- وخالد بن البكير [الليثي] .

            7- ومعتب بن عبيد ، ويقال : ابن عوف .

            وذكرهم محمد بن عمر رحمه الله تعالى ثم قال : «ويقال كانوا عشرة» . انتهى . والظاهر أن الثلاثة كانوا تبعا فلم يحصل الاعتناء بتسميتهم . وذكر ابن إسحاق أنهم كانوا ستة؛ وهم [من ذكرنا] ما عدا معتب . وذكر ابن عقبة ، وابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد وغيرهم ، ولفظ محمد بن عمر أحسن سياقا .

            قال نقلا عن شيوخه : «مشت بنو لحيان من هذيل ، بعد قتل سفيان [بن خالد] بن نبيح الهذلي إلى عضل والقارة ، وهما حيان ، فجعلوا لهم فرائض أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكلموه فيخرج إليهم نفرا من أصحابه يدعونهم إلى الإسلام . قالوا : فنقتل من أردنا ونسير بهم إلى قريش بمكة ، فنصيب بهم ثمنا ، فإنه ليس شيء أحب إليهم من أن يؤتوا بأحد من أصحاب محمد يمثلون به ويقتلونه بمن قتل منهم ببدر . فقدم سبعة نفر من عضل والقارة [وهما حيان إلى خزيمة] مقرين بالإسلام . فقالوا : (يا رسول الله ، إن فينا إسلاما فاشيا ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يقرئوننا القرآن ويفقهوننا في الإسلام ) . فبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة نفر ، وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد ، ويقال : عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح . قلت : وهو الصحيح ، فقد رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه . [ نسب عضل والقارة ]

            قال ابن هشام : عضل والقارة ، من الهون بن خزيمة بن مدركة .

            قال ابن هشام : ويقال : الهون ، بضم الهاء.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية