الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              985 [ ص: 274 ] 23 - باب: ما يقال إذا أمطرت

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس ( كصيب ) [البقرة :19] المطر. وقال غيره: صاب وأصاب يصوب.

                                                                                                                                                                                                                              1032 - حدثنا محمد - هو ابن مقاتل أبو الحسن المروزي - قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبيد الله، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: "صيبا نافعا". تابعه القاسم بن يحيى، عن عبيد الله. ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع. [فتح: 2 \ 518]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر حديث عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: "صيبا نافعا".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الأثر أخرجه الطبري في "تفسيره".

                                                                                                                                                                                                                              والحديث من أفراد البخاري: وفي رواية لأبي داود "صيبا هنيئا" وفي رواية لابن ماجه: "اللهم سيبا نافعا" مرتين أو ثلاثا، والسيب: العطاء. وللنسائي في "سننه الكبرى": "اجعله سيبا نافعا".

                                                                                                                                                                                                                              و ( الصيب ): المطر. وقال الخطابي: المطر الشديد. وذكر الدارقطني اختلافا في إسناده، وقال: الصحيح طريق البخاري، قال البخاري: تابعه القاسم بن يحيى، عن عبيد الله. ورواه الأوزاعي، عن عقيل، عن نافع.

                                                                                                                                                                                                                              ذكر الدارقطني رواية الأوزاعي مرة عن نافع، ومرة عن رجل عنه، ومرة [ ص: 275 ] عن محمد بن الوليد، عن نافع، وذكره مرة عن عقيل بن خالد عن نافع.

                                                                                                                                                                                                                              ونقل البيهقي عن يحيى بن معين، أنه كان يزعم أن الأوزاعي لم يسمع من نافع قول ابن عمر.

                                                                                                                                                                                                                              و ( القاسم بن يحيى ) من أفراد البخاري.

                                                                                                                                                                                                                              وقول ابن عباس: ( كصيب : المطر ) هو: فعيل من صاب يصوب إذا نزل من علو إلى سفل.

                                                                                                                                                                                                                              قوله: ( "صيبا" ) سلف تفسيره. قال صاحب "المطالع": أصله: صيوب في مذهب البصريين، وعند غيرهم صويب. وضبط الأصيلي ( صيبا ) بتخفيف الياء يقال: صاب السحاب وأصاب إذا مطر، وأظن الواو تصحفت بالألف. وفي كتاب "الأفعال": صاب يصوب صوبا وصيبا فأصاب مطره. ويقال صاب الشيء نزل من علو إلى سفل، وصاب إذا قصد. وقال ابن الأثير: أصله: الواو ; لأنه من صاب يصوب إذا نزل، وبناؤه صيوب، فأبدلت الواو ياء وأدغمت.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن التين: ( صيبا ) مخفف في رواية أبي الحسن، ومشدد في رواية أبي ذر على وزن فيعل أصله: صيوب، إلا أن من أصلهم إذا التقت الواو والياء وسبق الأول منها بالسكون قلبت الواو ياء كانت أولا أو آخرا وأدغمت الأولى في الثانية مثل عجيز في تصغير عجوز، والأصل: عجيوز.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن بطال: قال ابن عيينة: حفظناه ( سيبا ).

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 276 ] وقال الخطابي: المسيب: العطاء، وقد سلف، والسيب مجرى الماء، والجمع سيوب، وقد ساب يسوب إذا جرى.

                                                                                                                                                                                                                              أما فقه الباب: ففيه: الدعاء في الازدياد من الخير والبركة فيه، والنفع فيه.

                                                                                                                                                                                                                              وقد صرح أصحابنا باستحباب ذلك عند المطر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية