الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا . وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا قد شرحناه في (الحجر : 16) . والمراد بالسراج : الشمس . وقرأ حمزة ، والكسائي : " سرجا " بضم السين والراء وإسقاط الألف . قال الزجاج : أراد : الشمس : والكواكب العظام ; ويجوز " سرجا " بتسكين الراء ، مثل رسل ورسل . قال الماوردي : لما اقترن بضوء الشمس وهج حرها ، جعلها لأجل الحرارة سراجا ، ولما عدم ذلك في القمر جعله نورا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أن كل واحد منهما يخالف الآخر في اللون ، فهذا أبيض ، وهذا [ ص: 100 ] أسود ، روى هذا المعنى الضحاك عن ابن عباس ، وابن أبي نجيح عن مجاهد ، وبه قال قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أن كل واحد منهما يخلف صاحبه ، رواه عمرو بن قيس الملائي عن مجاهد ، وبه قال ابن زيد وأهل اللغة ، وأنشدوا قول زهير :


                                                                                                                                                                                                                                      بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم



                                                                                                                                                                                                                                      أي : إذا ذهبت طائفة جاءت طائفة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: لمن أراد أن يذكر أي : يتعظ ويعتبر باختلافهما . وقرأ حمزة : " يذكر " خفيفة الذال مضمومة الكاف ، وهي في معنى : يتذكر ، أو أراد شكر الله تعالى فيهما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية