الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ابن بجيل ، الإمام الثقة الحافظ ، شيخ الإسلام أبو أيوب الواشحي الأزدي ، البصري ، قاضي مكة .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وغيره إجازة ، قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=880772 " من سمع بي من يهودي أو نصراني ، ثم لم يسلم ، دخل النار " .
حدث عن : شعبة ، وحوشب بن عقيل ، والأسود بن شيبان ، ويزيد [ ص: 331 ] بن إبراهيم ، nindex.php?page=showalam&ids=16874ومبارك بن فضالة ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة ، وبسطام بن حريث ، والسري بن يحيى ، nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم ، وسليمان بن المغيرة ، nindex.php?page=showalam&ids=16012وسلام بن أبي مطيع ، ومحمد بن طلحة بن مصرف وعدة .
وعنه : nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي ، ومات قبله ، nindex.php?page=showalam&ids=14923وعمرو بن علي الفلاس ، ويحيى بن موسى خت ، nindex.php?page=showalam&ids=14327ومحمد بن يحيى الذهلي ، والحسن بن علي الخلال ، nindex.php?page=showalam&ids=15699وحجاج بن الشاعر ، nindex.php?page=showalam&ids=14273وأحمد بن سعيد الدارمي ، nindex.php?page=showalam&ids=14304وعباس الدوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، والدارمي ، وأبو زرعة ، ومحمد بن الضريس ، nindex.php?page=showalam&ids=15061وأبو مسلم الكجي ، nindex.php?page=showalam&ids=11996وأبو خليفة ، وخلق كثير ، ومن القدماء : nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل .
قال أبو حاتم : سليمان بن حرب إمام من الأئمة ، كان لا يدلس ، ويتكلم في الرجال ، وفي الفقه وليس بدون عفان ، ولعله أكبر منه ، وقد ظهر له نحو من عشرة آلاف حديث ، وما رأيت في يده كتابا قط ، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شيء ، ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد ، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل ، وكان مجلسه عند قصر المأمون ، فبنى له شبه منبر ، فصعد سليمان ، وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد ، والمأمون فوق قصره ، وقد فتح باب القصر ، وقد أرسل ستر شف وهو خلفه ، وكتب ما يملي . فسئل سليمان أول شيء حديث حوشب بن عقيل ، فلعله قد قال : حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرات ، وهم يقولون : لا نسمع ، فقام مستمل ومستمليان وثلاثة ، كل ذلك يقولون : لا نسمع ، حتى قالوا : ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي ، فلما حضر قال : من ذكرت ؟ فإذا صوته خلاف الرعد ، فسكتوا ، وقعد المستملون كلهم ، فاستملى هارون ، وكان [ ص: 332 ] لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه . وسئل عن حديث فتح مكة ، فحدثنا به من حفظه ، فقمنا فأتينا عفان ، فقال : ما حدثكم أبو أيوب ؟ فإذا هو يعظمه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي أيضا : كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ ، فاعلم أنه ثقة .
قال يعقوب الفسوي : سمعت سليمان بن حرب يقول : طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة ، واختلفت إلى شعبة ، فلما مات جالست حماد بن زيد تسع عشرة سنة حتى مات ، وأعقل موت ابن عون ، وكنت لا أكتب عن حماد بن زيد حديث ابن عون ، كنت أقول : رجل قد أدركت موته ، ثم إني كتبته بعد .
قال محمد بن يحيى الصولي : حدثنا المقدمي القاضي ، حدثنا أبي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17299يحيى بن أكثم ، قال : قال لي المأمون : من تركت بالبصرة ؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب ، وقلت : هو ثقة حافظ للحديث ، عاقل ، في نهاية الستر والصيانة ، فأمرني بحمله إليه ، فكتبت إليه في ذلك ، فقدم ، فاتفق أني أدخلته إليه ، وفي المجلس ابن أبي دؤاد ، وثمامة ، وأشباه لهما ، فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم ، فلما دخل ، سلم ، فأجابه المأمون ، ورفع مجلسه ، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12212ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين ، نسأل الشيخ عن مسألة ؟ فنظر المأمون إليه نظر تخيير له ، فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، حدثنا حماد بن زيد قال : قال [ ص: 333 ] رجل nindex.php?page=showalam&ids=16438لابن شبرمة : أسألك ؟ قال : إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس ، ولا تزري بالمسئول ، فسل ، وحدثنا وهيب قال : قال إياس بن معاوية : من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها ، ولا للمجيب أن يجيب فيها . فإن كانت مسألته من غير هذا ، فليسأل ، وإن كانت من هذا فليمسك . قال : فهابوه ، فما نطق أحد منهم حتى قام ، وولاه قضاء مكة ، فخرج إليها .
قال أحمد بن سنان : حدثنا المسعري قال : جاء رجل إلى سليمان بن حرب ، فقال : إن مولاك فلانا مات ، وخلف قيمة عشرين ألف درهم ، قال : فلان أقرب إليه مني ، المال لذاك دوني . قال : وهو يومئذ محتاج إلى درهم .
قال الخطيب : ولي سليمان قضاء مكة سنة أربع عشرة ومائتين ، ثم عزل سنة تسع عشرة ومائتين .
أنبأنا ابن علان وطائفة سمعوا أبا اليمن الكندي ، أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا البرقاني ، حدثنا الحسين بن علي التميمي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12119أبو عوانة الإسفراييني ، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي ، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني سنة عشرين ومائتين ، وقد ذكر له سليمان بن حرب ، فجعل يكثره ، فقال : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، قال : ما أخاف على أيوب nindex.php?page=showalam&ids=16453وابن عون إلا الحديث .
[ ص: 334 ] أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كان سليمان بن حرب يحدث بحديث ، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك .
قال الخطيب : كان يحدث على المعنى ، فتتغير ألفاظ الحديث في روايته .
قال الإمام أحمد : كتبنا عن سليمان بن حرب وابن عيينة حي .
قال يعقوب بن شيبة : حدثنا سليمان بن حرب ، وكان ثقة ثبتا ، صاحب حفظ .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ثقة مأمون .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال سليمان بن حرب : ولدت في صفر سنة أربعين ومائة .
وقال ابن سعد وغيره : رجع من مكة ، وصرف من قضائها ، ومات بالبصرة في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين .