الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [91-93] الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون .

                                                                                                                                                                                                                                      الذين جعلوا القرآن عضين أي : أجزاء ، جمع (عضة) يعني كفار مكة . قالوا : سحر . وقالوا : كهانة . وقالوا: أساطير الأولين . وهو مبتدأ خبره : فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون أي : من التقسيم فنجازيهم عليه . وجوز تعلق (كما) بقوله : [ ص: 3771 ] لنسألنهم أي: لنسألنهم أجمعين مثل ما أنزلنا . فيكون (كما) رأس آية و (المقتسمون) حينئذ : إما من تقدم ، أو المشركون . ويعني بالإنزال عليهم إنزال الهداية التي أبوها. وجوز جعل الموصول مفعولا أول للنذير، أو لما دل عليه من أنذر، أي: النذير. أو أنذر المعضين الذين يجزئون القرآن إلى سحر وشعر وأساطير ، مثل ما أنزلنا على المقتسمين . وجوز جعل ( كما ) متعلقا بقوله تعالى : ولقد آتيناك أي : أنزلنا عليك كما أنزلنا على أهل الكتاب الذين جزؤوا القرآن إلى حق وباطل . حيث قالوا : قسم منه حق موافق لما عندنا . وقسم باطل لا يوافقه . أو القرآن هو مقروؤهم . أي : قسموا ما قرؤوا من كتبهم وحرفوه ، فأقروا ببعضه وكذبوا ببعضه . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية