الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( و ) تفوت صلاة خسوف ( القمر ) قبل الشروع فيها ( بالانجلاء ) لجميعه كما مر في الشمس ( وطلوع الشمس ) لزوال سلطانه ( لا ) بطلوع ( الفجر ) وهو خاسف فلا تفوت ( في الجديد ) لبقاء ظلمة الليل ، والانتفاع بضوئه وله الشروع فيها إذا خسف بعد الفجر [ ص: 63 ] وإن علم طلوع الشمس فيها ؛ لأنه لا يؤثر ( ولا تفوت بغروبه خاسفا ) ولو بعد الفجر كما لو غاب تحت السحاب خاسفا مع بقاء محل سلطانه والانتفاع به .

                                                                                                                              قال ابن الأستاذ هذا مشكل ، وإن اتفقوا عليه ؛ لأنه قد تم سلطانه في هذه الليلة ا هـ ويجاب بأنهم نظروا لما من شأنه لا بالنظر لليلة مخصوصة ، وإناطة الأشياء بما من شأنها كثير في كلامهم ولا يفوت ابتداء الخطبة بالانجلاء ؛ لأن خطبته صلى الله عليه وسلم إنما كانت بعده .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : وإن علم طلوع الشمس فيها ) أي فليست كالجمعة في امتناع إنشائها بعد ضيق الوقت ( قوله : في المتن ولا تفوت بغروبه خاسفا ) هذا مع قوله السابق قبل الشروع فيها يصرح بطلب إنشائها بعد غروبه خاسفا وفي شرح العباب قال ابن الرفعة ولو غاب خاسفا قبل الفجر فلم يصل حتى طلع الفجر لم أر فيه نقلا وينبغي أن يصلي على الجديد ا هـ وهو متجه ولا يقال : إن طلوع الفجر يصيرها قضاء ؛ لأن ما قبل الفجر هنا كما بعده فالوقت واحد فلم يخرج إلخ ما أطاله به من الفوائد الجليلة .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : قبل الشروع ) إلى الباب في النهاية إلا قوله : ولو بعد الفجر ( قوله : لجميعه ) أي يقينا شيخنا قول المتن ( وطلوع الشمس ) أي ولو بعضا شيخنا ( قوله لزوال سلطانه ) إلى قوله وكذا إن نوى في المغني ( قوله لا بطلوع الفجر ) أي ، وإن كان في ليل يقطع بأنه وإن لم يكن كاسفا لا يوجد في ذلك الوقت كعاشر الشهر كما يصرح به قوله الآتي ويجاب إلخ ع ش ( قوله : إذا خسف بعد الفجر إلخ ) - - [ ص: 63 ] وكذا فيما إذا كسفت الشمس قبيل المغرب وعلم غروبها فيها شوبري ا هـ وبجيرمي قول المتن ( ولا بغروبه خاسفا ) هذا مع قوله السابق قبل الشروع إلخ يصرح بطلب إنشائها بعد غروبه خاسفا وفي شرح العباب قال ابن الرفعة ولو غاب خاسفا قبل الفجر فلم يصل حتى طلع الفجر لم أر فيه نقلا وينبغي أن يصلي على الجديد انتهى وهو متجه انتهى ا هـ . سم أقول ويصرح بذلك أيضا قول الشارح هنا ولو بعد الفجر ا هـ .

                                                                                                                              وفي شرح بافضل ولا بغروبه قبل الفجر أو بعده وقبل طلوع الشمس خاسفا ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : هذا مشكل ) أي قول الأئمة ولا تفوت بغروبه خاسفا ( قوله : بأنهم نظروا إلخ ) عبارة المغني بأنا لا ننظر إلى ليلة بخصوصها بل ننظر إلى سلطانه وهو الليل وما ألحق به كما أنا ننظر إلى سلطان الشمس وهو النهار ولا ننظر فيه إلى غيم ولا إلى غيره ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : ولا يفوت ابتداء الخطبة بالانجلاء ) أي بعد الصلاة شوبري .




                                                                                                                              الخدمات العلمية