الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            باب ركوب اثنين على الدابة عن بريدة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال يا رسول الله اركب ، فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي ، قال فإني قد جعلته لك . قال فركب رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال حسن غريب .

                                                            التالي السابق


                                                            باب ركوب اثنين على الدابة عن بريدة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال [ ص: 243 ] يا رسول الله اركب فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي قال فإني قد جعلته لك قال فركب رواه أبو داود والترمذي ، وقال حسن غريب . (فيه) فوائد :

                                                            (الأولى) رواه أبو داود من طريق علي بن الحسين بن واقد ، ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق زيد بن الحباب كلاهما عن حسين بن ، واقد عن عبد الله بن يزيد عن أبيه .

                                                            (الثانية) فيه جواز ركوب اثنين على دابة واحدة ، وهو كذلك إذا أطاقته ، وورد ركوب ثلاثة أنفار رواه مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع قال لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم ، والحسن ، والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه ، وهذا خلفه .

                                                            (الثالثة) قال القاضي أبو بكر بن العربي الحكمة في أن يكون الرجل أحق بصدر دابته ، وجهان (أنه شرف) والشرف حق المالك (والثاني) أنه يصرفها في المشي على الوجه الذي يراه ، ويختاره من زيادة أو نقص أو إسراع أو بطء بخلاف الراكب معه فإنه لا يعلم مقصده في ذلك .

                                                            (الرابعة) فيه تواضعه عليه الصلاة والسلام بركوبه الحمار وإردافه وراءه على الحمار ، وهمه أن يكون رديفا لغيره فينبغي للناس [ الأخذ ] بأخلاقه الكريمة في ذلك ، وغيره ، والله أعلم .

                                                            (الخامسة) يمكن أن يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام إلا أن تجعله لي أي التصرف في المشي كيف أردت ، وهو المعنى الذي لأجله كان صاحب الدابة أحق بصدرها فإنه يستشكل قوله أن تجعله لي مع كونه تأخر ، وأذن له في الركوب على مقدمه ، وهذا هو محله له ، وينحل الأشكال بما ذكرته من أن المراد أن يجعل له أمر قيادها بأن يتصرف في سيرها كيف يريد ، والله أعلم .




                                                            الخدمات العلمية