الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1022 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14430سليمان بن داود أبو الربيع قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر قال أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن خصيفة عن nindex.php?page=showalam&ids=17368ابن قسيط عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار أنه أخبره أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت رضي الله عنه فزعم nindex.php?page=hadith&LINKID=651010nindex.php?page=treesubj&link=1890_1900أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم والنجم فلم يسجد فيها
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=1887من قرأ السجدة ولم يسجد ) يشير بذلك إلى الرد على من احتج بحديث الباب على أن nindex.php?page=treesubj&link=1900المفصل لا سجود فيه كالمالكية ، أو أن النجم بخصوصهما لا سجود فيها nindex.php?page=showalam&ids=11956كأبي ثور ، لأن ترك السجود فيها في [ ص: 646 ] هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقا ، لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه كان بلا وضوء أو لكون الوقت كان وقت كراهة أو لكون القارئ كان لم يسجد كما سيأتي تقريره بعد باب ، أو ترك حينئذ لبيان الجواز ، وهذا أرجح الاحتمالات وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ؛ لأنه لو كان واجبا لأمره بالسجود ولو بعد ذلك . وأما ما رواه أبو داود وغيره من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17096مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس " nindex.php?page=hadith&LINKID=857134أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة " فقد ضعفه أهل العلم بالحديث لضعف في بعض رواته واختلاف في إسناده . وعلى تقدير ثبوته ، فرواية من أثبت ذلك أرجح إذ المثبت مقدم على النافي ، فسيأتي في الباب الذي يليه ثبوت السجود في nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت وروى البزار nindex.php?page=showalam&ids=14269والدراقطني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان عن ابن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=857135أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في سورة النجم وسجدنا معه الحديث رجاله ثقات ، وروى ابن مردويه في التفسير بإسناد حسن عن العلاء بن عبد الرحمن وعن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه رأى nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة سجد في خاتمة النجم فسأله فقال : إنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة إنما أسلم بالمدينة . وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن الأسود بن يزيد عن عمرو أنه سجد في nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت ومن طريق نافع ابن عمر أنه سجد فيها ، وفي هذا رد على من زعم أن عمل أهل المدينة استمر على ترك السجود في المفصل . ويحتمل أن يكون المنفي المواظبة على ذلك لأن المفصل تكثر قراءته في الصلاة فترك السجود فيه كثيرا لئلا تختلط الصلاة على من لم يفقه ، أشار إلى هذه العلة مالك في قوله بترك السجود في المفصل أصلا وقال ابن القصار : الأمر بالسجود في النجم ينصرف إلى الصلاة ، ورد بفعله - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم قبل . وزعم بعضهم أن عمل أهل المدينة استمر بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك السجود فيها ، وفيه نظر لما رواه الطبري بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه قرأ النجم في الصلاة فسجد فيها ثم قام فقرأ ( إذا زلزلت ) ، ومن طريق إسحاق بن سويد عن نافع عن ابن عمر أنه سجد في النجم .
قوله : ( حدثنا يزيد بن خصيفة ) بالخاء المعجمة والصاد المهملة مصغر ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن عبد الله بن خصيفة نسب إلى جده ، وشيخه nindex.php?page=showalam&ids=17368ابن قسيط هو يزيد بن عبد الله بن قسيط المذكور في الإسناد الثاني ، ورجال الإسنادين معا مدنيون غير شيخي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قوله : ( أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فزعم ) حذف المسئول عنه ، وظاهر السياق يوهم أن المسئول عنه السجود في النجم وليس كذلك ، وقد بينه مسلم عن علي بن حجر وغيره عن إسماعيل بن جعفر بهذا الإسناد قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت عن القراءة مع الإمام ، فقال : لا قراءة مع الإمام في شيء ، وزعم أنه قرأ النجم " الحديث . فحذف المصنف الموقوف لأنه ليس من غرضه في هذا المكان ولأنه يخالف nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت في nindex.php?page=treesubj&link=1533ترك القراءة خلف الإمام وفاقا لمن أوجبها من كبار الصحابة تبعا للحديث الصحيح الدال على ذلك كما تقدم في صفة الصلاة .
قوله : ( فزعم ) أراد أخبر ، والزعم يطلق على المحقق قليلا كهذا وعلى المشكوك كثيرا ، قد تكرر ذلك ، ومن شواهده قول الشاعر :
على الله أرزاق العباد كما زعم
. ويحتمل أن يكون زعم في هذا الشعر [ ص: 647 ] بمعنى ضمن ومنه الزعيم غارم أي الضامن . واستنبط بعضهم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أن nindex.php?page=treesubj&link=1893القارئ إذا تلا على الشيخ لا يندب له سجود التلاوة ما لم يسجد الشيخ أدبا مع الشيخ وفيه نظر .
( فائدة ) : اتفق ابن أبي ذئب ويزيد بن خصيفة على هذا الإسناد على ابن قسيط ، وخالفهما أبو صخر فرواه عن ابن قسيط عن nindex.php?page=showalam&ids=15786خارجة بن زيد عن أبيه أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني فإن كان محفوظا حمل على أن لابن قسيط فيه شيخين ، وزاد أبو صخر في روايته " وصليت خلف عمر بن عبد العزيز وأبي بكر بن حزم فلم يسجدا فيها " .