الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا

                                                                                                                                                                                                                                      5 - ما لهم به من علم أي : بالولد أو باتخاذه يعني: أن قولهم هذا لم يصدر عن علم ولكن عن جهل مفرط فإن قلت : اتخاذ الله ولدا في نفسه محال فكيف قيل ما لهم به من علم قلت معناه: ما لهم به من علم ؛ لأنه ليس مما يعلم لاستحالته ، وانتفاء العلم بالشيء إما للجهل بالطريق الموصل إليه ، أو لأنه في نفسه محال ولا لآبائهم المقلدين كبرت كلمة نصب على التمييز وفيه معنى التعجب كأنه قيل ما أكبرها كلمة والضمير في كبرت يرجع إلى قولهم "اتخذ الله ولدا وسميت كلمة كما يسمون القصيدة بها تخرج من أفواههم صفة لكلمة تفيد استعظاما لاجترائهم على النطق بها وإخراجها من أفواههم فإن كثيرا مما يوسوسه الشيطان في قلوب الناس من المنكرات لا يتمالكون أن يتفوهوا به بل يكظمون عليه فكيف بمثل هذا المنكر إن يقولون إلا كذبا ما يقولون ذلك إلا كذبا هو صفة لمصدر محذوف أي : قولا كذبا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية