الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا

                                                                                                                                                                                                                                      18 - وتحسبهم بفتح السين شامي وحمزة وعاصم غير الأعمش وهو خطاب لكل أحد أيقاظا جمع يقظ وهم رقود نيام قيل عيونهم مفتحة وهم نيام فيحسبهم الناظر لذلك أيقاظا ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قيل لهم تقلبتان في السنة وقيل تقلبة واحدة في يوم عاشوراء [ ص: 291 ] وكلبهم باسط ذراعيه حكاية حال ماضية ؛ لأن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان في معنى المضي بالوصيد بالفناء أو بالعتبة لو اطلعت عليهم لو أشرفت عليهم فنظرت إليهم لوليت منهم لأعرضت عنهم وهربت منهم فرارا منصوب على المصدر ؛ لأن معنى وليت منهم : فررت منهم ولملئت منهم وبتشديد اللام حجازي للمبالغة رعبا تمييز ، وبضم العين : شامي وعلي وهو الخوف الذي يرعب الصدر أي : يملأه وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة أو لطول أظفارهم وشعورهم وعظم أجرامهم ، وعن معاوية أنه غزا الروم فمر بالكهف فقال أريد أن أدخل فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - لقد قيل لمن هو خير منك لوليت منهم فرارا فدخلت جماعة بأمره فأحرقتهم ريح

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية