الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          قال تعالى : ( ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى ) تقدم الكلام على هذا الضرب من الاستفهام في تفسير القصة السابقة لهذه ، والملأ : القوم يجتمعون للتشاور، لا واحد له، قاله البيضاوي وغيره ، وقال غيرهم : الملأ الأشراف من الناس وهو اسم للجماعة ، كالقوم والرهط والجيش ، وجمعه أملاء ، سموا ملأ لأنهم يملئون العيون رواء القلوب هيبة ( إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ) وهذا النبي لم يسمه القرآن ، وقال ( الجلال ) : هو شمويل ، وهذا أقوى أقوال المفسرين ، وهو معرب صمويل ، أو صموئيل ، وقيل : إنه يوشع ، وهذا من الجهل بالتاريخ; فإن يوشع هو فتى موسى ، والقصة حدثت في زمن داود والزمن بينهما بعيد ، وبعث الملك عبارة عن إقامته وتوليته عليهم ( قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ) قرأ نافع وحده ( عسيتم ) بكسر السين وهي لغة غير مشهورة ، والباقون بفتحها وهي اللغة المشهورة ، والمعنى هل قاربتم أن تحجموا عن القتال إن كتب عليكم كما أتوقع - أو أتوقع منكم الجبن عن القتال إن هو كتب عليكم ؟ فعسى للمقاربة أو للتوقع ( قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) [ ص: 377 ] أي : أي داع لنا يدعونا إلى ألا نقاتل وقد وجد سبب القتال ، وهو إخراجنا من ديارنا بإجلاء العدو إيانا عنها ، وإفرادنا عن أولادنا بسبيه إياهم واستعباده لهم ؟ ( فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم ) ذلك أن الأمم إذا قهرها العدو ونكل بها يفسد بأسها ، ويغلب عليهاالجبن والمهانة ، فإذا أراد الله تعالى إحياءها بعد موتها ينفخ روح الشجاعة والإقدام في خيارها - وهم الأقلون - فيعملون ما لا يعمل الأكثرون ، كما علمت من تفسير قوله تعالى : ( ثم أحياهم ) وما هو منك ببعيد ، ولم يكن هؤلاء القوم قد استعد منهم للحياة إلا القليل .

                          قال الأستاذ الإمام : وفي الآية من الفوائد الاجتماعية أن الأمم التي تفسد أخلاقها وتضعف ، قد تفكر في المدافعة عند الحاجة إليها وتعزم على القيام بها إذا توفرت شرائطها التي يتخيلونها على حد قول الشاعر :


                          وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا

                          ثم إذا توفرت الشروط يضعفون ويجبنون ، ويزعمون أنها غير كافية ليعذروا أنفسهم وما هم بمعذورين ( والله عليم بالظالمين ) الذين يظلمون أنفسهم وأمتهم بترك الجهاد دفاعا عنها وحفظا لحقها ، فهو يجزيهم وصفهم فيكونون في الدنيا أذلاء مستضعفين ، وفي الآخرة أشقياء معذبين .

                          أقول : وفي تاريخ أهل الكتاب ما يفيد أن بني إسرائيل كانوا في الزمن الذي بعث فيه صموئيل نبيا ملهما قد انحرفوا عن شريعة موسى ونسوها ، فعبدوا من دون الله آلهة أخرى ، فضعفت رابطتهم الملية ، وسلط الله عليهم الفلسطينيين فحاربوهم حتى أثخنوهم فانكسروا ، وسقط منهم ثلاثون ألف مقاتل ، وأخذوا تابوت عهد الرب منهم ، وكان بنو إسرائيل يستفتحون - أي : يستنصرون ويطلبون الفتح - به على أعدائهم ، فلما أخذه أهل فلسطين انكسرت قلوب بني إسرائيل ولم تنهض همتهم لاسترداده ، وكانوا إلى ذلك العهد لا ملوك لهم ، وإنما كان رؤساؤهم القضاة بالشريعة ، ومنهم الأنبياء ومنهم صموئيل كان قاضيا ، فلما شاخ جعل بنيه قضاة وكان ولده البكر وولده الثاني من قضاة الجور وأكلة الرشوة ، فاجتمع كل شيوخ بني إسرائيل - وهم المعبر عنهم في القرآن بالملأ - وطلبوا من صموئيل أن يختار لهم ملكا يحكم فيهم كسائر الشعوب ، فحذرهم وأنذرهم ظلم الملوك واستعبادهم للأمم ، فألحوا فألهمه الله تعالى أن يختار لهم طالوت ملكا ، واسمه عندهم شاول فذلك قوله تعالى :

                          ( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ) [ ص: 378 ] الظاهر أن طالوت تعريب لشاول - وإن كان بعيدا منه في اللفظ - وقيل : إنه لقب له من الطول ، كملكوت من الملك وأمثالها; وذلك أنه كان طويلا مشذبا ، ففي سفر صموئيل الأول من العهد العتيق ( ( من كتفه فما فوق كان أطول من كل الشعب ) ) وفيه ( ( فوقف بين الشعب فكان أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق ) ) - واعترض بمنع صرفه .

                          وقال الأستاذ الإمام عند ذكر طالوت : هو الذي يسمونه ( ( شاول ) ) وقد سماه الله طالوت فهو طالوت ، أي أننا لا نعبأ بما في كتبهم لما قدمنا ، وإذا علم القارئ أن القوم لا يعرفون كاتب سفري صموئيل الأول والثاني من هو ، ولا في أي زمن كتبا ، فإنه يسهل عليه ألا يعتد بتسميتهم ، وأما استنكارهم جعله ملكا فقد صرحوا به وقالوا : إن منهم من احتقره ، ولكن أخبارهم لا تتصل بأسبابها ، ولا تقرن بعللها . وقال المفسرون في استنكارهم لملكه وزعمهم أنهم أحق بالملك منه : إنه كان من أولاد بنيامين لا من بيت يهوذا ، وهو بيت الملك ، ولا من بيت لاوي ، وهو بيت النبوة ، وفهم بعضهم من قوله : ( ولم يؤت سعة من المال ) أنه كان فقيرا ، وقالوا : كان راعيا أو دباغا أو سقاء ، ولا يصح كلامهم في بيت الملك; لأنه لم يكن فيهم ملوك قبله ، ونفيهم سعة المال التي تؤهله للملك في رأي القائلين لا تدل على أنه كان فقيرا ، وإنما العبرة في العبارة هي ما دلت عليه من طباع الناس ، وهي أنهم يرون أن الملك لا بد أن يكون وارثا للملك ، أو ذا نسب عظيم يسهل على شرفاء الناس وعظمائهم الخضوع له ، وذا مال عظيم يدبر به الملك ، والسبب في هذا أنهم قد اعتادوا الخضوع للشرفاء والأغنياء ، وإن لم يمتازوا عليهم بمعارفهم وصفاتهم الذاتية ، فبين الله تعالى فيما حكاه عن نبيه في أولئك القوم أنهم مخطئون في زعمهم أن استحقاق الملك يكون بالنسب وسعة المال بقوله :

                          ( قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ) فسروا اصطفاء الله تعالى هنا بوحيه لذلك النبي أن يجعل طالوت ملكا عليهم ، ولعله لو كان هذا هو المراد لقال : اصطفاه لكم كما قال : ( اصطفى لكم الدين ) ( 2 : 132 ) والمتبادر عندي أن معناه فضله واختاره عليكم بما أودع فيه من الاستعداد الفطري للملك ، ولا ينافي هذا كون اختياره كان بوحي من الله; لأن هذه الأمور هي بيان لأسباب الاختيار وهي أربعة : ( 1 ) الاستعداد الفطري ( 2 ) السعة في العلم الذي يكون به التدبير ( 3 ) بسطة الجسم [ ص: 379 ] المعبر بها عن صحته وكمال قواه المستلزم ذلك لصحة الفكر على قاعدة ( ( العقل السليم في الجسم السليم ) ) وللشجاعة والقدرة على المدافعة وللهيبة والوقار ( 4 ) توفيق الله تعالى الأسباب له وهو ما يعبر عنه بقوله : ( والله يؤتي ملكه من يشاء والاستعداد هو الركن الأول في المرتبة فلذلك قدمه ، والعلم بحال الأمة ومواضع قوتها وضعفها وجودة الفكر في تدبير شئونها ، هو الركن الثاني في المرتبة ، فكم من عالم بحال زمانه غير مستعد للسلطة اتخذه من هو مستعد لها سراجا يستضيء برأيه في تأسيس مملكة أو سياستها ، ولم ينهض به رأيه إلى أن يكون هو السيد الزعيم فيها ، وكمال الجسم في قواه وروائه هو الركن الثالث في المرتبة ، وهو في الناس أكثر من سابقيه .

                          وأما المال فليس بركن من أركان تأسيس الملك; لأن المزايا الثلاث إذا وجدت سهل على صاحبها الإتيان بالمال ، وإنا لنعرف في الناس من أسس دولة وهو فقير أمي ، ولكن استعداده ومعرفته بحال الأمة التي سادها، وشجاعته كانت كافية للاستيلاء عليها والاستعانة بأهل العلم بالإدارة والشجعان على تمكين سلطته فيها ، وقد قدم الأركان الثلاثة على الرابع; لأنها تتعلق بمواهب الرجل الذي اختير ملكا فأنكر القوم اختياره فهي المقصودة بالجواب ، وأما توفيق الله تعالى بتسخير الأسباب التي لا عمل له فيها لسعيه فليس من مواهبه ومزاياه فتقدم في أسباب اختياره ، وإنما تذكر تتمة للفائدة وبيانا للحقيقة; ولذلك ذكرت قاعدة عامة لا وصفا له .

                          ولله در الشاعر العربي حيث قال في صفات الجدير بالاختيار لزعامة الأمة وقيادتها :


                          فقلدوا أمركم لله دركمو رحب     الذراع بأمر الحرب مضطلعا
                          لا مترفا إن رخاء العيش ساعده     ولا إذا عض مكروه به خشعا

                          ( ومنها ) وليس يشغله مال يثمره عنكم ، ولا ولد يبغي له الرفعا

                          وأقول : إن من الناس من يظن أن معنى إسناد الشيء إلى مشيئة الله تعالى هو أن الله تعالى يفعله بلا سبب ولا جريان على سنة من سننه في نظام خلقه ، وليس كذلك فإن كل شيء بمشيئة الله تعالى ( وكل شيء عنده بمقدار ) ( 13 : 8 ) أي : بنظام وتقدير موافق للحكمة ليس فيه جزاف ولا خلل ، فإيتاؤه الملك لمن يشاء بمقتضى سنته إنما يكون بجعله مستعدا للملك في نفسه ، وبتوفيق الأسباب لسعيه في ذلك; أي : هو بالجمع بين أمرين : أحدهما في نفس [ ص: 380 ] الملك ، والآخر في حال الأمة التي يكون فيها ، وفي الأحاديث المشهورة على ألسنة العامة ( ( كما تكونون يولى عليكم ) ) قال في الدرر المنتثرة رواه ابن جميع في معجمه من حديث أبي بكرة ، والبيهقي في الشعب من حديث يونس بن إسحاق عن أبيه مرفوعا ثم قال : هذا منقطع . وفي كنز العمال أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي بكرة والبيهقي عن أبي إسحاق السبيعي مرسلا .

                          نعم إذا أراد الله إسعاد أمة جعل ملكها مقويا لما فيها من الاستعداد للخير ، حتى يغلب خيرها على شرها، فتكون سعيدة ، وإذا أراد إهلاك أمة جعل ملكها مقويا لدواعي الشر فيها حتى يتغلب شرها على خيرها، فتكون شقية ذليلة ، فتعدوا عليها أمة قوية ، فلا تزال تنقصها من أطرافها ، وتفتات عليها في أمورها ، أو تناجزها الحرب حتى تزيل سلطانها من الأرض ، يريد الله تعالى ذلك فيكون بمقتضى سننه في نظام الاجتماع ، فهو يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء . بعدل وحكمة ، لا بظلم ولا عبث; ولذلك قال : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ( 21 : 105 ) وقال : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( 7 : 128 ) فالمتقون في هذا المقام - مقام استعمار الأرض والسيادة في الممالك - هم الذين يتقون أسباب خراب البلاد وضعف الأمم ، وهي الظلم في الحكام، والجهل وفساد الأخلاق في الدولة والأمة ، وما يتبع ذلك من التفرق والتنازع والتخاذل ، والصالحون في هذا المقام هم الذين يصلحون لاستعمار الأرض وسياسة الأمم بحسب استعدادها الاجتماعي .

                          أطلت في بيان معنى مشيئة الله تعالى في إتيان الملك ; لأنني أرى عامة المسلمين يفهمون من مثل عبارة الآية في إيجازها أن الملك يكون للملوك بقوة إلهية هي وراء الأسباب والسنن التي يجري عليها البشر في أعمالهم الكسبية ، وهذا الاعتقاد قديم في الأمم الوثنية ، وفي معناه عبارة في كتب النصرانية ، وبه استعبد الملوك الناس الذين يظنون أن سلطتهم شعبة من السلطة الإلهية ، وأن محاولة مقاومتهم هي كمحاولة مقاومة الباري سبحانه وتعالى والخروج عن مشيئته .

                          وكان الأستاذ الإمام أوجز في الدرس بتفسير قوله تعالى : ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) إذ جاء في آخره ، وقد كتبت في مذكرتي عنه ( ( أي : أنه سنة في تهيئة من يشاء للملك ) ) ومثل هذا الإجمال لا يعقله إلا من جمع بين الآيات الكثيرة في إرث الأرض وفي هلاك الأمم وتكونها ، والآيات الواردة في أن له تعالى في البشر سننا لا تتبدل ولا تتحول وقد ذكرنا بعضها ، ومنها قوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( 13 : 11 ) فحالة الأمم في صفات أنفسها - وهي عقائدها ومعارفها وأخلاقها وعاداتها - هي الأصل [ ص: 381 ] في تغير ما بها من سيادة أو عبودية وثروة أو فقر ، وقوة أو ضعف ، وهي هي التي تمكن الظالم من إهلاكها . والغرض من هذا البيان أن نعلم أنه لا يصح لنا الاعتذار بمشيئة الله عن التقصير في إصلاح شئوننا اتكالا على ملوكنا ; فإن مشيئته تعالى لا تتعلق بإبطال سنته تعالى وحكمته في نظام خلقه ، ولا دليل في الكتاب والسنة ولا في العقل ولا في الوجود على أن تصرف الملوك في الأمم هو بقوة إلهية خارقة للعادة ، بل شريعة الله تعالى وخليقته شاهدتان بضد ذلك ( فاعتبروا ياأولي الأبصار ) ( 59 : 2 ) .

                          ثم ختم الآية بقوله تعالى : ( والله واسع عليم ) على طريقة القرآن في التنبيه على الدليل بعد الحكم والتذكير بأسمائه الحسنى وآثارها; أي : واسع التصرف والقدرة ، إذا شاء أمرا اقتضته حكمته في نظام الخليقة فإنه يقع لا محالة ، عليم بوجوه الحكمة فلا يضع سننه في استحقاق الملك عبثا ، ولا يترك أمر العباد في اجتماعهم سدى ، بل وضع لهم من السنن الحكيمة ما هو منتهى الإبداع والإتقان ، وليس في الإمكان أبدع مما كان .

                          هذا وقد جرى المفسرون على أن وجوه الرد على منكري جعل طالوت ملكا أربعة ، وأحسن عبارة لهم على اختصارها عبارة البيضاوي قال : لما استبعدوا تملكه لفقره وسقوط نسبه رد عليهم ذلك :

                          ( أولا ) بأن العمدة فيه اصطفاء الله تعالى، وقد اختاره عليكم، وهو أعلم بالمصالح منكم .

                          ( ثانيا ) بأن الشروط فيه ؛ وفور العلم ليتمكن من معرفة الأمور السياسية ، وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب ، وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب لا ما ذكرتم ، وقد زاده الله فيها ، وقد كان الرجل القائم يمد يده فينال رأسه .

                          ( ثالثا ) بأنه تعالى مالك الملك على الإطلاق فله أن يؤتيه من يشاء .

                          ( رابعا ) بأنه ( واسع ) الفضل يوسع الفضل على الفقير ويغنيه ( عليم ) بمن يليق بالملك وغيره اهـ . فجعلوا الأول بمعنى الثالث وجعلوا مزية العقل ومزية البدن شيئا واحدا وهما شيئان ، وأجملوا القول في المشيئة حتى إن المتوهم ليتوهم أن ذلك يكون بعناية غيبية لا بسنة إلهية ، وجعلوا كونه تعالى واسعا عليما وجها خاصا . ولا أحفظ عن الأستاذ الإمام في الأول شيئا ، ورأيه في مشيئة الله تعالى هنا ما تقدم آنفا ، وقد فسر ( ( الواسع ) ) بواسع التصرف والقدرة ، وهو يتفق مع قولهم واسع الفضل ، وقال في تفسير ( عليم ) عليم بوجوه الاختيار ومن يستحق الملك .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية