الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
12 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16704عمرو بن خالد قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=17060أبي الخير عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=650011أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال nindex.php?page=treesubj&link=28647_30572_18137_30483_24546_30476_28642_30502_18135تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
[ ص: 72 ]
[ ص: 72 ] قوله : ( باب ) هو منون ، وفيه ما في الذي قبله .
قوله : ( من الإسلام ) للأصيلي " من الإيمان " أي : من خصال الإيمان . ولما استدل المصنف على nindex.php?page=treesubj&link=28650زيادة الإيمان ونقصانه بحديث الشعب تتبع ما ورد في القرآن والسنن الصحيحة من بيانها ، فأورده في هذه الأبواب تصريحا وتلويحا ، وترجم هنا بقوله " إطعام الطعام " ولم يقل : أي الإسلام خير . كما في الذي قبله إشعارا باختلاف المقامين وتعدد السؤالين كما سنقرره .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16704عمرو بن خالد ) هو الحراني ، وهو بفتح العين ، وصحف من ضمها .
قوله : ( الليث ) هو ابن سعد فقيه أهل مصر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد هو ابن أبي حبيب الفقيه أيضا .
قوله : ( أن رجلا ) لم أعرف اسمه ، وقيل إنه أبو ذر ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أنه هانئ بن يزيد والد شريح . سأل عن معنى ذلك فأجيب بنحو ذلك .
قوله : ( أي الإسلام خير ) فيه ما في الذي قبله من السؤال ، والتقدير أي خصال الإسلام ؟ وإنما لم أختر تقدير خصال في الأول فرارا من كثرة الحذف ، وأيضا فتنويع التقدير يتضمن جواب من سأل فقال : السؤالان بمعنى واحد والجواب مختلف . فيقال له : إذا لاحظت هذين التقديرين بان الفرق . ويمكن التوفيق بأنهما متلازمان ، إذ الإطعام مستلزم لسلامة اليد والسلام لسلامة اللسان ، قاله الكرماني . وكأنه أراد في الغالب ، ويحتمل أن يكون الجواب اختلف لاختلاف السؤال عن الأفضلية ، إن لوحظ بين لفظ أفضل ولفظ خير فرق . وقال الكرماني : الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة ، والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر ، فالأول من الكمية والثاني من الكيفية فافترقا . واعترض بأن الفرق لا يتم إلا إذا اختص كل منهما بتلك المقولة ، أما إذا كان كل منهما يعقل تأتيه في الأخرى فلا . وكأنه بني على أن لفظ خير اسم لا أفعل تفضيل ، وعلى تقدير اتحاد السؤالين جواب مشهور وهو الحمل على اختلاف حال السائلين أو السامعين ، فيمكن أن يراد في الجواب الأول تحذير من خشي منه الإيذاء بيد أو لسان فأرشد إلى الكف ، وفي الثاني ترغيب من رجي فيه النفع العام بالفعل والقول فأرشد إلى ذلك ، وخص هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت ، لما كانوا فيه من الجهد ، ولمصلحة التأليف . ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة ، كما رواه الترمذي وغيره مصححا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام .
قوله : ( تطعم ) هو في تقدير المصدر ، أي : أن تطعم ، ومثله تسمع بالمعيدي . وذكر الإطعام ليدخل فيه الضيافة وغيرها .
[ ص: 73 ] قوله : ( وتقرأ ) بلفظ مضارع القراءة بمعنى تقول ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني : تقول اقرأ عليه السلام ، ولا تقول أقرئه السلام ، فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام أي : اجعله يقرؤه .
قوله : ( ومن لم تعرف ) أي : لا تخص به أحدا تكبرا أو تصنعا ، بل تعظيما لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم . فإن قيل : اللفظ عام فيدخل الكافر والمنافق والفاسق . أجيب بأنه خص بأدلة أخرى أو أن النهي متأخر وكان هذا عاما لمصلحة التأليف ، وأما من شك فيه فالأصل البقاء على العموم حتى يثبت الخصوص
( تنبيهان ) : الأول : أخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب بهذا الإسناد نظير هذا السؤال ، لكن جعل الجواب كالذي في حديث أبي موسى ، فادعى ابن منده فيه الاضطراب وأجيب بأنهما حديثان اتحد إسنادهما ، وافق أحدهما حديث أبي موسى . ولثانيهما شاهد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام كما تقدم
الثاني : هذا الإسناد كله بصريون ، والذي قبله كما ذكرنا كوفيون ، والذي بعده من طريقيه بصريون ، فوقع له التسلسل في الأبواب الثلاثة على الولاء . وهو من اللطائف .