الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا "جنات عدن "؛ : هي جنة الإقامة الدائمة؛ كما قال (تعالى): لهم فيها نعيم مقيم ؛ وقد وعد الرحمن عباده بالغيب؛ وذكر "الرحمن "؛ هنا إشارة إلى أن ذلك من رحمة الله (تعالى)؛ إذ كان منه الغفران؛ وهو رحمة؛ وكان منه [ ص: 4667 ] قبول التوبة؛ وهو رحمة؛ وأن الحسنات يذهبن السيئات؛ وكان منه عفوه وغفرانه؛ إلا أن يشرك به.

                                                          وقوله (تعالى): بالغيب متعلق بـ "وعد "؛ لأنه وعدهم - سبحانه - وهم غائبون عنه؛ وقد آمنوا بهذا الوعد؛ واطمأنوا إليه؛ وهو غائب؛ فهم آمنوا بالبعث والجزاء والرحمة؛ وهو غائب عنهم؛ فكانوا مؤمنين بالغيب؛ وهو سبيل إدراك الحق؛ والإيمان بحقائق يوم القيامة؛ وقد أكد - سبحانه - صدق وعده؛ وأنه لا يخلف الميعاد؛ بقوله (تعالى): إنه كان وعده مأتيا الضمير في "إنه "؛ يعود على "الرحمن "؛ و "مأتيا "؛ اسم مفعول؛ أي أنه يجعله - سبحانه وتعالى - آتيا لا محالة؛ وذلك كقوله (تعالى): " إن الله لا يخلف الميعاد " ؛ وبعض المفسرين فسر الوعد بأنه جنة عدن؛ وهو مأتي لا محالة؛ لمن وعدوا به؛ ونرى أن الوعد هو ما يتعلق بنعيم الجنة؛ والله (تعالى) يمكن عباده من وعده؛ فيكون آتيا بالنسبة له؛ ومأتيا منهم؛ إذ يمكنهم - سبحانه وتعالى - منه؛ و "جنات "؛ بدل؛ أو عطف بيان؛ من قوله (تعالى): فأولئك يدخلون الجنة وهنا يرد سؤال: كيف يكون البدل جمعا؛ والمبدل منه مفردا؟! ونقول: إن اسم الجنس - وهو "الجنة " - عام؛ يدخل في عمومه الكثير من الجنات؛ فهو بدل جمع من جمع؛ وهناك قراءة: "جنة عدن "؛ بالإفراد؛ والله (تعالى) أعلم.

                                                          وقد وصف الله (تعالى) الحياة الفاضلة في الجنة؛ فقال - عز من قائل -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية