الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين

                                                                                                                                                                                                "أم": منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار ولما يعلم الله بمعنى ولما تجاهدوا; لأن العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقه؛ لأنه منتف بانتفائه. يقول الرجل: ما علم الله في فلان خيرا، يريد: ما فيه خير حتى يعلمه، و"لما" بمعنى لم، إلا أن فيها ضربا من التوقع، فدل على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل، وتقول: وعدني أن يفعل كذا ولما، تريد: ولم يفعل وأنا أتوقع فعله، وقرئ: (ولما يعلم الله) بفتح الميم، وقيل: أراد النون الخفيفة: (ولما يعلمن) فحذفها ويعلم الصابرين نصب بإضمار أن والواو بمعنى الجمع، كقولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، وقرأ الحسن بالجزم على العطف، وروى عبد الوارث عن أبي عمرو (ويعلم) بالرفع على أن الواو للحال، كأنه قيل: ولما تجاهدوا وأنتم صابرون.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية