الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم اختلفوا في سبب نزولها على قولين: أحدهما: أنها نزلت في النجاشي ، روى سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اخرجوا فصلوا على أخ لكم فصلى بنا أربع تكبيرات ، فقال: هذا النجاشي أصحمة فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهو قول قتادة. [ ص: 445 ]

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: أنها نزلت في عبد الله بن سلام وغيره من مسلمة أهل الكتاب ، وهذا قول مجاهد ، وابن جريج . قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فيه أربعة تأويلات: أحدها: اصبروا على طاعة الله ، وصابروا أعداء الله ، ورابطوا في سبيل الله ، وهو قول الحسن ، وقتادة ، وابن جريج ، والضحاك. والثاني: اصبروا على دينكم ، وصابروا الوعد الذي وعدكم ، ورابطوا عدوي وعدوكم ، وهو قول محمد بن كعب. والثالث: اصبروا على الجهاد ، وصابروا العدو ، ورابطوا بملازمة الثغر ، وهو مأخوذ من ربط النفس ، ومنه قولهم: ربط الله على قلبه بالصبر ، وهو معنى قول زيد بن أسلم. والرابع: رابطوا على الصلوات بانتظارها واحدة بعد واحدة: روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يحط به الله الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال: إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط) . انتهت سورة آل عمران

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية