الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                والكلام في الاستصناع في مواضع : في بيان جوازه أنه جائز أم لا ؟ وفي بيان شرائط جوازه ، وفي بيان كيفية جوازه ، وفي بيان حكمه .

                                                                                                                                ( أما ) الأول : فالقياس يأبى جواز الاستصناع ; لأنه بيع المعدوم كالسلم بل هو أبعد جوازا من السلم ; لأن المسلم فيه تحتمله الذمة ; لأنه دين حقيقة ، والمستصنع عين توجد في الثاني ، والأعيان لا تحتملها الذمة فكان جواز هذا العقد أبعد عن القياس عن السلم وفي الاستحسان جاز ; لأن الناس تعاملوه في سائر الأعصار من غير نكير فكان إجماعا منهم على الجواز فيترك القياس ، ثم هو بيع عند عامة مشايخنا ، وقال بعضهم : هو عدة وليس بسديد ; لأن محمدا ذكر القياس والاستحسان في جوازه ، وذكر القياس والاستحسان لا يليق بالعدات ، وكذا ثبت خيار الرؤية للمستصنع وإنه من خصائص البيوع ، وكذا من شرط جوازه أن يكون فيما للناس فيه تعامل ، والعدات لا يتقيد جوازها بهذه الشرائط فدل أن جوازه جواز البياعات لا جواز العدات ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية