الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو العباس السراج : حدثنا محمد بن مسلم بن وارة ، قال : رأيت أبا زرعة في المنام ، فقلت له : ما حالك ؟ قال : أحمد الله على الأحوال [ ص: 76 ] كلها ، إني حضرت ، فوقفت بين يدي الله -تعالى- ، فقال لي : يا عبيد الله ! لم تذرعت في القول في عبادي ؟ قلت : يا رب ! إنهم حاولوا دينك .

                                                                                      فقال : صدقت . ثم أتي بطاهر الخلقاني ، فاستعديت عليه إلى ربي ، فضرب الحد مائة ، ثم أمر به إلى الحبس ، ثم قال : ألحقوا عبيد الله بأصحابه ، وبأبي عبد الله ، وأبي عبد الله ، وأبي عبد الله : سفيان ، ومالك ، وأحمد بن حنبل .

                                                                                      رواها عن ابن وارة أيضا ابن أبي حاتم وأبو القاسم ابن أخي أبي زرعة .

                                                                                      قال أبو جعفر محمد بن علي ، وراق أبي زرعة : حضرنا أبا زرعة بماشهران ، وهو في السوق ، وعنده أبو حاتم ، وابن وارة ، والمنذر بن شاذان ، ، وغيرهم ، فذكروا حديث التلقين : لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه ، فقالوا : تعالوا نذكر الحديث . فقال ابن وارة : حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح ، وجعل يقول : ابن أبي ، ولم يجاوزه . وقال أبو حاتم : حدثنا بندار ، حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ، ولم يجاوز ، والباقون سكتوا ، فقال أبو زرعة وهو في السوق : حدثنا بندار ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عبد الحميد ، عن صالح بن أبي عريب ، عن كثير بن مرة ، عن معاذ [ ص: 77 ] بن جبل ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله ، دخل الجنة وتوفي ، رحمه الله .

                                                                                      رواها أبو عبد الله الحاكم ، وغيره عن أبي بكر محمد بن عبد الله الوراق الرازي ، عن أبي جعفر بهذا .

                                                                                      قال أبو الحسين بن المنادي ، وأبو سعيد بن يونس : توفي أبو زرعة الرازي ، في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين ومولده كان في سنة مائتين .

                                                                                      وأما الحاكم ، فقال في ترجمة أبي الحسين محمد بن علي بن محمد بن مهدي الرازي المعمر : هذا الشيخ عندي صدوق ، فإنه قال : رأيت أبا زرعة الرازي . فقلت له : كيف رأيته ؟ فقال : أسود اللحية ، نحيف ، أسمر ، وهذه صفة أبي زرعة ، وأنه توفي وهو ابن ست وخمسين سنة .

                                                                                      قلت : أحسب أبا عبد الله وهم في مقدار سن أبي زرعة ، فإنه قد ارتحل بنفسه ، وسمع من قبيصة ، وأبي نعيم ، والظاهر أنه ولد سنة مائتين ، -والله أعلم .

                                                                                      وقد ذكر الحاكم في كتاب : " الجامع لذكر أئمة الأعصار المزكين لرواة الأخبار " : سمعت عبد الله بن محمد بن موسى ، سمعت أحمد بن [ ص: 78 ] محمد بن سليمان الرازي الحافظ يقول : ولد أبو زرعة سنة أربع وتسعين ومائة ، وارتحل من الري ، وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وأقام بالكوفة عشرة أشهر ، ثم رجع إلى الري ، ثم خرج في رحلته الثانية ، وغاب عن وطنه أربع عشرة سنة ، وجلس للتحديث وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة .

                                                                                      قال : وتوفي سنة ستين ومائتين وهو ابن أربع وستين سنة .

                                                                                      قلت : وهذا القول خطأ في وفاته ، والصحيح ما مر .

                                                                                      وذكر إبراهيم بن حرب العسكري أنه رأى أبا زرعة الرازي ، وهو يؤم الملائكة في السماء الرابعة ، فقلت : بم نلت هذه المنزلة ؟ قال : برفع اليدين في الصلاة عند الركوع ، وعند الرفع منه .

                                                                                      وقال إسحاق بن إبراهيم بن عبد الحميد القرشي : سمعت عبد الله بن أحمد يقول : ذاكرت أبي ليلة الحفاظ ، فقال : يا بني ! قد كان الحفظ عندنا ، ثم تحول إلى خراسان ، إلى هؤلاء الشباب الأربعة . قلت : من هم ؟ قال : أبو زرعة ، ذاك الرازي ، ومحمد بن إسماعيل ، ذاك البخاري ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، ذاك السمرقندي ، والحسن بن شجاع ذاك البلخي . قلت : يا أبه فمن أحفظ هؤلاء ؟ قال : أما أبو زرعة فأسردهم ، وأما البخاري فأعرفهم ، وأما عبد الله -يعني الدارمي- فأتقنهم ، وأما ابن شجاع : فأجمعهم للأبواب .

                                                                                      قال الحاكم : حدثنا أبو حاتم الرازي : سمعت أبا محمد بن أبي حاتم ، سمعت أبا زرعة يقول : بينا أنا قائم أصلي ، وأنا أقرأ : " وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب [ ص: 79 ] فوقفت متعجبا من هذا الوعيد ساعة ، ورجعت إلى أول الآية ثلاث مرات ، فلما كانت المرة الثالثة وقعت هدة من الزلزلة ، فبلغني أنهم عدوا بضعة عشر ألف جنازة ، حملت من الغد بالري .

                                                                                      قال أحمد بن محمد بن سليمان : سمعت أبا زرعة يقول : إذا مرضت شهرا أو شهرين ، تبين علي في حفظ القرآن ، وأما الحديث ، فإذا تركت أياما تبين عليك .

                                                                                      ثم قال أبو زرعة : نرى قوما من أصحابنا ، كتبوا الحديث ، تركوا المجالسة منذ عشرين سنة ، أو أقل ، إذا جلسوا اليوم مع الأحداث ، كأنهم لا يعرفون ، أو لا يحسنون الحديث . ثم قال : الحديث مثل الشمس ، إذا حبس عن الشرق خمسة أيام ، لا يعرف السفر ، فهذا الشأن يحتاج أن تتعاهده أبدا .

                                                                                      قال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة يقول : اختيار أحمد وإسحاق أحب إلي من قول الشافعي ، وما أعرف في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد .

                                                                                      وسمعت أبا زرعة -وسئل عن مرسلات الثوري ، ومرسلات شعبة - فقال : الثوري تساهل في الرجال ، وشعبة لا يدلس ولا يرسل . قيل له : فمالك مرسلاته أثبت أم الأوزاعي ؟ قال : مالك لا يكاد يرسل إلا عن قوم ثقات ، مالك متثبت في أهل بلده جدا ، فإن تساهل ، فإنما يتساهل في قوم غرباء لا يعرفهم .

                                                                                      قال الحاكم : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن عبد الوهاب [ ص: 80 ] السياري ، سمعت محمد بن داود بن يزيد الرازي ، سمعت أبا زرعة يقول : ارتحلت إلى أحمد بن صالح المصري ، فدخلت عليه ، مع أصحاب الحديث ، فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت ، ، ثم أخرجت من كمي أطرافا ، فيها أحاديث سألته عنها ، فقال لي : تعود ، فعدت من الغد ، ومعي أصحاب الحديث ، فأخرجت الأطراف ، وسألته عنها ، فقال : تعود . فقلت : أليس قلت لي بالأمس : تعود ؟ ! ما عندك مما يكتب ، أورد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد ، فإن لم أروه لك عمن هو أوثق منك ، فلست بأبي زرعة ، ثم قلت من هاهنا ممن نكتب عنه ؟ قالوا : يحيى بن بكير .

                                                                                      ابن جوصا : سمعت أبا إسحاق الجوزجاني يقول : كان عند سليمان بن عبد الرحمن ، فلم يأذن لنا أياما ، ثم دخلنا عليه ، فقال : بلغني ورود هذا الغلام -يعني أبا زرعة - فدرست للالتقاء به ثلاثمائة ألف حديث .

                                                                                      وعن أبي حاتم ، قال : كان أبو زرعة لا يأكل الجبن ، ولا الخل .

                                                                                      وقال أحمد بن محمد بن سليمان : سمعت أبا زرعة يقول : لا تكتبوا عني بالمذاكرة ، فإني أخاف أن تحملوا خطأ ، هذا ابن المبارك كره أن يحمل عنه بالمذاكرة ، وقال لي إبراهيم بن موسى : لا تحملوا عني بالمذاكرة شيئا .

                                                                                      وسمعت أبا زرعة يقول : إذا انفرد ابن إسحاق بالحديث ، لا يكون حجة . ثم روى له حديث القراءة خلف الإمام وسمعته يقول : كان [ ص: 81 ] الحوضي ، وعلي بن الجعد ، وقبيصة ، يقدرون على الحفظ ، يجيئون بالحديث بتمام . وذكر عن قبيصة كأنه يقرأ من كتاب .

                                                                                      قلت : يعجبني كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل ، يبين عليه الورع والمخبرة ، بخلاف رفيقه أبي حاتم ، فإنه جراح .

                                                                                      أخبرنا أبو علي الحسن بن علي ومحمد بن الحسن الفقيه وإبراهيم بن عبد الرحمن الشاهد وست القضاة بنت يحيى قراءة ، قالوا : أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب القرشية أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد الباغبان في كتابه ، أخبرنا أبو عمرو ، عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده ، أخبرنا أبي ، أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري ، حدثنا [ ص: 82 ] أبو زرعة الرازي ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- : اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجأة نقمتك ، وجميع سخطك .

                                                                                      أخرجه مسلم عن أبي زرعة ، فوافقناه بعلو درجة ، ورواه الطبراني عن أبي الزنباع ، عن ابن بكير ، ورواه أبو داود عن محمد بن عون ، عن عبد الغفار بن داود ، عن يعقوب ، نحوه .

                                                                                      أخبرنا أبو زكريا بن أبي منصور في كتابه : أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا مسعود بن الحسن بأصبهان ، حدثنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق العبدي ، أخبرنا أبي ، أخبرنا محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل ، حدثنا محمد بن ثابت البناني ، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : للأبناء منابر من ذهب ، يجلسون عليها ، ويبقى منبري ، لا أجلس عليه -أو قال- : لا أقعد عليه ، فيما بين يدي ربي -عز وجل- منتصبا ، مخافة أن يذهب بي إلى الجنة وتبقى أمتي ، فأقول : رب ، أمتي . أمتي . فيقول الله -تعالى- : وما تريد أن أصنع بأمتك ؟ فأقول : يا رب ! [ ص: 83 ] عجل حسابهم . فيدعى بهم ، فيحاسبون ، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، فما أزال أشفع ، حتى أعطى صكا برجال قد بعث بهم إلى النار ، حتى إن مالكا خازن النار يقول : يا محمد ! ما تركت للنار ولغضب ربك في أمتك من نقمة .

                                                                                      هذا حديث غريب منكر ، تفرد به محمد بن ثابت أحد الضعفاء ، قال البخاري : فيه نظر . وقال : يحيى بن معين : ليس بشيء أخبرنا أبو الفضل أحمد بن أبي الحسين : أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد ، أخبرنا عبد الله بن محمد الصاعدي ، أخبرنا عثمان بن محمد ( ح ) ، وأخبرنا أبو الفضل ، عن القاسم بن أبي سعد ، أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد ، أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن ، قالا : أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحافظ ، حدثنا أبو زرعة الرازي ، حدثنا عمرو بن مرزوق ، وبالإسناد إلى يعقوب ، قال : وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عمر بن يونس ، قالا : أخبرنا عكرمة بن عمار ، أخبرنا شداد ; قال : سمعت أبا أمامة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا ابن آدم ! إنك إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول ، واليد العليا خير من اليد السفلى .

                                                                                      [ ص: 84 ] أنبأنا أحمد بن سلامة عن يحيى بن نوش ، أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم ، قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين ، فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار ، فكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه ، كما وصف نفسه ، بلا كيف ، أحاط بكل شيء علما .

                                                                                      قال أبو الحسن البناني حدثنا محمد بن على بن الهيثم الفسوي ، قال : لما قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة ، لكتابة الحديث ، دخل ، فرأى في داره أواني وفرشا كثيرة ، وكان ذلك لأخيه ، قال : فهم أن يرجع ولا يكتب ، فلما كان من الليل ، رأى كأنه على شط بركة ، ورأى ظل شخص في الماء ، فقال : أنت الذي زهدت في أبي زرعة ؟ أما علمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال ، فلما مات أبدل الله مكانه أبا زرعة .

                                                                                      أخبرنا المسلم بن علان ومؤمل بن محمد إجازة ، أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المعدل ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول : رأيت أبا زرعة في المنام ، فقلت له : [ ص: 85 ] ما حالك يا أبا زرعة ؟ قال : أحمد الله على أحواله كلها ، إني حضرت ، فوقفت بين يدي الله -تعالى- ، فقال : يا عبيد الله ! لم تذرعت القول في عبادي ؟ قلت : يا رب ! إنهم حاولوا دينك . قال : صدقت ثم أتي بطاهر الخلقاني ، فاستعديت عليه إلى ربي -تعالى- فضرب الحد مائة ، ثم أمر به إلى الحبس ، ثم قال : ألحقوا عبيد الله بأصحابه : أبي عبد الله ، وأبي عبد الله ، وأبي عبد الله : سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وأحمد بن حنبل .

                                                                                      قلت : إسنادها كالشمس .

                                                                                      أخبرنا ابن الخلال أخبرنا الهمداني ، أخبرنا السلفي ، أخبرنا ابن مالك ، أخبرنا أبو يعلى ، الحافظ ، سمعت محمد بن علي الفرضي ، سمعت القاسم بن محمد بن ميمون ، سمعت عمر بن محمد بن إسحاق الحافظ ، سمعت ابن وارة يقول : حضرت أنا وأبو حاتم عند وفاة أبي زرعة ، فقلنا : كيف تلقن مثل أبي زرعة ؟ فقلت : حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر . وقال أبو حاتم : حدثنا بندار في آخرين ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عبد الحميد ، ففتح عينيه ، وقال : حدثنا بندار ، حدثنا أبو عاصم ، أخبرنا عبد الحميد ، حدثنا صالح بن أبي عريب ، عن كثير بن مرة ، عن معاذ ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله وخرج روحه معه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية