من أغراض هذه السورة
أول أغراض هذه السورة افتتاحها بما يشير إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28741_32450_20759_28899إعجاز القرآن ببلاغة نظمه وعلو معانيه ، بما يشير إليه الحرفان المقطعان في أولها .
[ ص: 216 ] والتنويه بشأن
nindex.php?page=treesubj&link=32233_32232_32234القرآن وأنه هدى لمن ييسر الله الاهتداء به دون من جحدوا أنه من عند الله .
والتحدي بعلم ما فيه من أخبار الأنبياء .
والاعتبار بملك أعظم ملك أوتيه نبيء . وهو ملك
داود وملك
سليمان عليهما السلام . وما بلغه من العلم بأحوال الطير ، وما بلغ إليه ملكه من عظمة الحضارة .
وأشهر أمة في العرب أوتيت قوة وهي
أمة ثمود . والإشارة إلى ملك عظيم من العرب وهو ملك
سبأ . وفي ذلك إيماء إلى أن نبوءة
محمد صلى الله عليه وسلم رسالة تقارنها سياسة الأمة ثم يعقبها ملك ، وهو خلافة النبيء صلى الله عليه وسلم .
وأن الشريعة المحمدية سيقام بها ملك للأمة عتيد كما أقيم
لبني إسرائيل ملك
سليمان .
ومحاجة المشركين في بطلان دينهم وتزييف آلهتهم وإبطال أخبار كهانهم وعرافيهم ، وسدنة آلهتهم . وإثبات البعث وما يتقدمه من أهوال القيامة وأشراطها .
وأن القرآن مهيمن على الكتب السابقة . ثم موادعة المشركين وإنباؤهم بأن شأن الرسول الاستمرار على إبلاغ القرآن وإنذارهم بأن آيات الصدق سيشاهدونها ، والله مطلع على أعمالهم .
قال
ابن الفرس : ليس في هذه السورة إحكام ولا نسخ . ونفيه أن يكون فيها إحكام ولا نسخ معناه أنها لم تشتمل على تشريع قار ولا على تشريع منسوخ . وقال
القرطبي في تفسير آية
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=91وأمرت أن أكون من المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=92وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه الآية ، نسختها آية القتال اهـ ، يعني الآية النازلة بالقتال في سورة البراءة . وتسمى آية السيف ،
والقرطبي معاصر
لابن الفرس إلا أنه كان
بمصر وابن الفرس بالأندلس ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=21لأعذبنه عذابا شديدا ويؤخذ منهما حكمان كما سيأتي .
مِنْ أَغْرَاضِ هَذِهِ السُّورَةِ
أَوَّلُ أَغْرَاضِ هَذِهِ السُّورَةِ افْتِتَاحُهَا بِمَا يُشِيرُ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28741_32450_20759_28899إِعْجَازِ الْقُرْآنِ بِبَلَاغَةِ نَظْمِهِ وَعُلُوِّ مَعَانِيهِ ، بِمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ الْحَرْفَانِ الْمُقَطَّعَانِ فِي أَوَّلِهَا .
[ ص: 216 ] وَالتَّنْوِيهُ بِشَأْنِ
nindex.php?page=treesubj&link=32233_32232_32234الْقُرْآنِ وَأَنَّهُ هَدًى لِمَنْ يُيَسِّرُ اللَّهُ الِاهْتِدَاءَ بِهِ دُونَ مَنْ جَحَدُوا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .
وَالتَّحَدِّي بِعِلْمِ مَا فِيهِ مِنْ أَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَالِاعْتِبَارُ بِمُلْكِ أَعْظَمِ مُلْكٍ أُوتِيَهُ نَبِيءٌ . وَهُوَ مُلْكُ
دَاوُدَ وَمُلْكُ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ . وَمَا بَلَغَهُ مِنَ الْعِلْمِ بِأَحْوَالِ الطَّيْرِ ، وَمَا بَلَغَ إِلَيْهِ مُلْكُهُ مِنْ عَظَمَةِ الْحَضَارَةِ .
وَأَشْهَرُ أُمَّةٍ فِي الْعَرَبِ أُوتِيَتْ قُوَّةً وَهِيَ
أُمَّةُ ثَمُودَ . وَالْإِشَارَةُ إِلَى مُلْكٍ عَظِيمٍ مِنَ الْعَرَبِ وَهُوَ مُلْكُ
سَبَأٍ . وَفِي ذَلِكَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ نُبُوءَةَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِسَالَةٌ تُقَارِنُهَا سِيَاسَةُ الْأُمَّةِ ثُمَّ يَعْقُبُهَا مُلْكٌ ، وَهُوَ خِلَافَةُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَنَّ الشَّرِيعَةَ الْمُحَمَّدِيَّةَ سَيُقَامُ بِهَا مُلْكٌ لِلْأُمَّةِ عَتِيدٌ كَمَا أُقِيمَ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُلْكُ
سُلَيْمَانَ .
وَمُحَاجَّةُ الْمُشْرِكِينَ فِي بُطْلَانِ دِينِهِمْ وَتَزْيِيفِ آلِهَتِهِمْ وَإِبْطَالِ أَخْبَارِ كُهَّانِهِمْ وَعَرَّافِيهِمْ ، وَسَدَنَةِ آلِهَتِهِمْ . وَإِثْبَاتُ الْبَعْثِ وَمَا يَتَقَدَّمُهُ مِنْ أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ وَأَشْرَاطِهَا .
وَأَنَّ الْقُرْآنَ مُهَيْمِنٌ عَلَى الْكُتُبِ السَّابِقَةِ . ثُمَّ مُوَادَعَةُ الْمُشْرِكِينَ وَإِنْبَاؤُهُمْ بِأَنَّ شَأْنَ الرَّسُولِ الِاسْتِمْرَارُ عَلَى إِبْلَاغِ الْقُرْآنِ وَإِنْذَارُهُمْ بِأَنَّ آيَاتِ الصِّدْقِ سَيُشَاهِدُونَهَا ، وَاللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى أَعْمَالِهِمْ .
قَالَ
ابْنُ الْفَرَسِ : لَيْسَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ إِحْكَامٌ وَلَا نَسْخٌ . وَنَفْيُهُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا إِحْكَامٌ وَلَا نَسْخٌ مَعْنَاهُ أَنَّهَا لَمْ تَشْتَمِلْ عَلَى تَشْرِيعٍ قَارٍّ وَلَا عَلَى تَشْرِيعٍ مَنْسُوخٍ . وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=91وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=92وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ الْآيَةَ ، نَسَخَتْهَا آيَةُ الْقِتَالِ اهـ ، يَعْنِي الْآيَةَ النَّازِلَةَ بِالْقِتَالِ فِي سُورَةِ الْبَرَاءَةِ . وَتُسَمَّى آيَةَ السَّيْفِ ،
وَالْقُرْطُبِيُّ مُعَاصِرٌ
لِابْنِ الْفَرَسِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ
بِمِصْرَ وَابْنُ الْفَرَسِ بِالْأَنْدَلُسِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=21لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا وَيُؤْخَذُ مِنْهُمَا حُكْمَانِ كَمَا سَيَأْتِي .