[ ص: 5 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28998_31880_33955_31881فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=57فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=58وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين
تقدم نظير هاته الآية في سورة الأعراف ، وخالفتها هذه بوقوع العطف بالفاء في قوله فما كان جواب قومه دون الواو ، وبقوله أخرجوا آل لوط عوض " أخرجوهم " وبقوله " قدرناها " عوض " كانت " ، وبقوله : فساء مطر المنذرين عوض فانظر كيف كان عاقبة المجرمين .
فأما موقع الفاء هنا فهو لتعقيب الجملة المعطوفة بالفاء على التي قبلها تعقيب جزء القصة على أوله فلا تفيد إلا تعقيب الإخبار ، وهي في ذلك مساوية للواو . ولكن أوثر حرف التعقيب في هذه الآية لكونها على نسج ما حكيت به قصة
ثمود في قوله تعالى فإذا هم فريقان يختصمون ، فالاختلاف بين هذه الآية وآية الأعراف تفنن في الحكاية ، ومراعاة للنظير في النسج . وهذا من أساليب قصص القرآن كما بينته في المقدمة السابعة من مقدمة هذا التفسير .
وكذلك قوله أخرجوا آل لوط دون " أخرجوهم " ؛ لأن المحكي من كلام القوم هو تآمرهم على إخراج
آل لوط ; فما هنا حكاية بمرادف كلامهم وما في الأعراف حكاية بالمعنى والغرض هو التفنن أيضا .
وكذلك الاختلاف بين قدرناها هنا وبين كانت في الأعراف . وأما
[ ص: 6 ] الاختلاف بين فساء مطر المنذرين وبين فانظر كيف كان عاقبة المجرمين فهما عبرتان بحالهم تفرعتا على وصف ما حل بهم فوزعت العبرتان على الآيتين لئلا يخلو تكرير القصة من فائدة .
والمراد
بآل لوط لوط وأهل بيته ؛ لأن رب البيت ملاحظ في هذا الاستدلال كقوله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ، أراد فرعون وآله .
[ ص: 5 ] nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28998_31880_33955_31881فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=57فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=58وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ
تَقَدَّمَ نَظِيرُ هَاتِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَخَالَفَتْهَا هَذِهِ بِوُقُوعِ الْعَطْفِ بِالْفَاءِ فِي قَوْلِهِ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ دُونَ الْوَاوِ ، وَبِقَوْلِهِ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ عِوَضَ " أَخْرِجُوهُمْ " وَبِقَوْلِهِ " قَدَّرْنَاهَا " عَوِضَ " كَانَتْ " ، وَبِقَوْلِهِ : فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ عِوَضَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ .
فَأَمَّا مَوْقِعُ الْفَاءِ هُنَا فَهُوَ لِتَعْقِيبِ الْجُمْلَةِ الْمَعْطُوفَةِ بِالْفَاءِ عَلَى الَّتِي قَبْلَهَا تَعْقِيبَ جُزْءِ الْقِصَّةِ عَلَى أَوَّلِهِ فَلَا تُفِيدُ إِلَّا تَعْقِيبَ الْإِخْبَارِ ، وَهِيَ فِي ذَلِكَ مُسَاوِيَةٌ لِلْوَاوِ . وَلَكِنْ أُوثِرَ حَرْفُ التَّعْقِيبِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِكَوْنِهَا عَلَى نَسْجِ مَا حُكِيَتْ بِهِ قِصَّةُ
ثَمُودَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ، فَالِاخْتِلَافُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَآيَةِ الْأَعْرَافِ تَفَنُّنٌ فِي الْحِكَايَةِ ، وَمُرَاعَاةٌ لِلنَّظِيرِ فِي النَّسْجِ . وَهَذَا مِنْ أَسَالِيبِ قِصَصِ الْقُرْآنِ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْمُقَدِّمَةِ السَّابِعَةِ مِنْ مُقَدِّمَةِ هَذَا التَّفْسِيرِ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ دُونَ " أَخْرِجُوهُمْ " ؛ لِأَنَّ الْمَحْكِيَّ مِنْ كَلَامِ الْقَوْمِ هُوَ تَآمُرُهُمْ عَلَى إِخْرَاجِ
آلِ لُوطٍ ; فَمَا هُنَا حِكَايَةٌ بِمُرَادِفِ كَلَامِهِمْ وَمَا فِي الْأَعْرَافِ حِكَايَةٌ بِالْمَعْنَى وَالْغَرَضُ هُوَ التَّفَنُّنُ أَيْضًا .
وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَ قَدَّرْنَاهَا هُنَا وَبَيْنَ كَانَتْ فِي الْأَعْرَافِ . وَأَمَّا
[ ص: 6 ] الِاخْتِلَافُ بَيْنَ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ وَبَيْنَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ فَهُمَا عِبْرَتَانِ بِحَالِهِمْ تَفَرَّعَتَا عَلَى وَصْفِ مَا حَلَّ بِهِمْ فَوُزِّعَتِ الْعِبْرَتَانِ عَلَى الْآيَتَيْنِ لِئَلَّا يَخْلُوَ تَكْرِيرُ الْقِصَّةِ مِنْ فَائِدَةٍ .
وَالْمُرَادُ
بِآلِ لُوطٍ لُوطٌ وَأَهْلُ بَيْتِهِ ؛ لِأَنَّ رَبَّ الْبَيْتِ مُلَاحَظٌ فِي هَذَا الِاسْتِدْلَالِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ، أَرَادَ فِرْعَوْنَ وَآلَهُ .