الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [13 - 16] فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [ ص: 4662 ] وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين

                                                                                                                                                                                                                                      فلما جاءتهم آياتنا مبصرة أي: ظاهرة بينة: قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها أي: كذبوا بها بألسنتهم: واستيقنتها أنفسهم أي: عرفت أنفسهم أنها آيات يقينا، لا سيما عند إلقاء السحرة ساجدين: ظلما أي: للآيات، بتسميتها سحرا كقوله: بما كانوا بآياتنا يظلمون ولقد ظلموا بها: وعلوا أي: تكبرا عن الانقياد لموسى: فانظر كيف كان عاقبة المفسدين أي: من إهلاكهم بالإغراق، لغرقهم في بحر الفساد والإفساد: ولقد آتينا داود وسليمان علما أي: بالقضاء بين الناس، وحكمة باهرة: وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود أي: العلم والحكمة والنبوة أو الملك: وقال أي: تحدثا بنعمة الله وتنويها بمنته: يا أيها الناس علمنا منطق الطير أي: فهم صوته: وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين أي: البين الظاهر. وهو قول وارد على سبيل الشكر والمحمدة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا سيد ولد آدم ولا فخر » أي: أقول هذا القول شكرا، ولا أقوله فخرا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية