الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد " حتى " ؛ هنا؛ تفريعية؛ لا غائية؛ أي: يتفرع عن هذا اللهو الذي هم فيه سائرون؛ لا تنزع بهم الشدائد عن شرهم أن يفاجؤوا إذا جاء باب من الشدة لا يغلق؛ ولا يرجى أن يغلق؛ وهو يوم القيامة؛ وسماه - سبحانه - بابا ذا عذاب شديد; لأنه كالباب الذي كان مسدودا؛ ثم فتحه الله (تعالى)؛ فلا يسد أبدا؛ فهو باب ابتدأ بالبعث والنشور؛ ثم ثنى - سبحانه - بالحساب؛ وأعمالهم تنطق عليهم بآثامهم؛ وإنها لتنطق [ ص: 5103 ] بالحق؛ ثم ختم بالإلقاء في الجحيم؛ وكل هذا تصوير لحالهم؛ من حيث إنهم كانوا كلما نزلت بهم شديدة رجوا بعدها نجاة حتى جاءهم ما لا ينتهي ولا يسد أبدا؛ وهو يوم القيامة؛ وسمي بابا; لأنه يفتح؛ وينتهي إلى الجحيم؛ التي فيها يسجرون.

                                                          ويقول - سبحانه -: إذا هم فيه مبلسون ؛ الضمير يعود إلى الباب؛ ويقصد ما وراءه مما يدخلون فيه مبلسون ؛ أي: متحيرون؛ كما يقول الله (تعالى): ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ؛ وقال (تعالى): لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ؛ و " الإبلاس " ؛ كما أشرنا؛ هو الحيرة الشديدة؛ مع اليأس الذي لا رجاء فيه.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية