nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_33679_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق كلام مستأنف جيء به إثر تحقيق حقية البعث وإقامة البرهان عليه على أتم وجه لبيان أن ما ذكر من خلق الإنسان على أطوار مختلفة وتصريفه في أحوال متباينة وإحياء الأرض بعد موتها الكاشف عن حقية ذلك من آثار ألوهيته تعالى وأحكام شؤونه الذاتية والوصفية والفعلية وأن ما ينكرونه من إتيان الساعة والبعث من أسباب تلك الآثار العجيبة المعلومة لهم ومبادئ صدورها عنه تعالى ، وفيه من الإيذان بقوة الدليل وأصالة المدلول في التحقق وإظهار بطلان إنكاره ما لا يخفى فإن إنكار تحقق السبب مع الجزم بتحقق المسبب مما يقضي ببطلانه بديهة العقول فذلك إشارة إلى خلق الإنسان على أطوار مختلفة وما معه والإفراد باعتبار المذكور وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلته في الكمال وهو
[ ص: 120 ] مبتدأ خبره الجار والمجرور ، والمراد بالحق هو الثابت الذي يحق ثبوته لا محالة لكونه لذاته لا الثابت مطلقا فوجه الحصر ظاهر أي ما ذكر من الصنع البديع حاصل بسبب أنه تعالى هو الحق وحده في ذاته وصفاته وأفعاله المحقق لما سواه من الأشياء
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه يحيي الموتى أي شأنه وعادته تعالى إحياء الموتى ، وحاصله أنه تعالى قادر على إحيائها بدءا وإعادة وإلا لما أحيا النطفة والأرض الميتة مرة بعد مرة وما تفيده صيغة المضارع من التجدد إنما هو باعتبار تعلق القدرة ومتعلقها لا باعتبار نفسها لأن القدم الشخصي ينافي ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه على كل شيء قدير أي مبالغ في القدرة وإلا لما أوجد هذه الموجودات الفائتة للحصر التي من جملتها ما ذكر ، وتخصيص إحياء الموتى بالذكر مع كونه من جملة الأشياء المقدور عليها للتصريح بما فيه النزاع والدفع في نحور المنكرين ، وتقديمه لإبراز الاعتناء به
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_33679_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ جِيءَ بِهِ إِثْرَ تَحْقِيقِ حَقِّيَّةِ الْبَعْثِ وَإِقَامَةِ الْبُرْهَانِ عَلَيْهِ عَلَى أَتَمِّ وَجْهٍ لِبَيَانِ أَنَّ مَا ذُكِرَ مِنْ خَلْقِ الْإِنْسَانِ عَلَى أَطْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ وَتَصْرِيفِهِ فِي أَحْوَالٍ مُتَبَايِنَةٍ وَإِحْيَاءِ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا الْكَاشِفِ عَنْ حَقِّيَّةِ ذَلِكَ مِنْ آثَارِ أُلُوهِيَّتِهِ تَعَالَى وَأَحْكَامِ شُؤُونِهِ الذَّاتِيَّةِ وَالْوَصْفِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ وَأَنَّ مَا يُنْكِرُونَهُ مِنْ إِتْيَانِ السَّاعَةِ وَالْبَعْثِ مِنْ أَسْبَابِ تِلْكَ الْآثَارِ الْعَجِيبَةِ الْمَعْلُومَةِ لَهُمْ وَمَبَادِئِ صُدُورِهَا عَنْهُ تَعَالَى ، وَفِيهِ مِنَ الْإِيذَانِ بِقُوَّةِ الدَّلِيلِ وَأَصَالَةِ الْمَدْلُولِ فِي التَّحَقُّقِ وَإِظْهَارِ بُطْلَانِ إِنْكَارِهِ مَا لَا يَخْفَى فَإِنَّ إِنْكَارَ تَحَقُّقِ السَّبَبِ مَعَ الْجَزْمِ بِتَحَقُّقِ الْمُسَبِّبِ مِمَّا يَقْضِي بِبُطْلَانِهِ بَدِيهَةَ الْعُقُولِ فَذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ عَلَى أَطْوَارٍ مُخْتَلِفَةٍ وَمَا مَعَهُ وَالْإِفْرَادُ بِاعْتِبَارِ الْمَذْكُورِ وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلْإِيذَانِ بِبُعْدِ مَنْزِلَتِهِ فِي الْكَمَالِ وَهُوَ
[ ص: 120 ] مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ ، وَالْمُرَادُ بِالْحَقِّ هُوَ الثَّابِتُ الَّذِي يَحِقُّ ثُبُوتُهُ لَا مَحَالَةَ لِكَوْنِهِ لِذَاتِهِ لَا الثَّابِتُ مُطْلَقًا فَوَجْهُ الْحَصْرِ ظَاهِرٌ أَيْ مَا ذُكِرَ مِنَ الصُّنْعِ الْبَدِيعِ حَاصِلٌ بِسَبَبِ أَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْحَقُّ وَحْدَهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ الْمُحَقِّقُ لِمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَشْيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى أَيْ شَأْنُهُ وَعَادَتُهُ تَعَالَى إِحْيَاءُ الْمَوْتَى ، وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى إِحْيَائِهَا بَدْءًا وَإِعَادَةً وَإِلَّا لَمَا أَحْيَا النُّطْفَةَ وَالْأَرْضَ الْمَيْتَةَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَمَا تُفِيدُهُ صِيغَةُ الْمُضَارِعِ مِنَ التَّجَدُّدِ إِنَّمَا هُوَ بِاعْتِبَارِ تَعَلُّقِ الْقُدْرَةِ وَمُتَعَلِّقِهَا لَا بِاعْتِبَارِ نَفْسِهَا لِأَنَّ الْقِدَمَ الشَّخْصِيَّ يُنَافِي ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَيْ مَبَالِغٌ فِي الْقُدْرَةِ وَإِلَّا لَمَا أَوْجَدَ هَذِهِ الْمَوْجُودَاتِ الْفَائِتَةَ لِلْحَصْرِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا مَا ذُكِرَ ، وَتَخْصِيصُ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى بِالذِّكْرِ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ جُمْلَةِ الْأَشْيَاءِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهَا لِلتَّصْرِيحِ بِمَا فِيهِ النِّزَاعُ وَالدَّفْعِ فِي نُحُورِ الْمُنْكِرِينَ ، وَتَقْدِيمُهُ لِإِبْرَازِ الِاعْتِنَاءِ بِهِ