nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29002_28675_17996وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12آتينا لقمان الحكمة لأن الواو نائبة مناب الفعل فمضمون هذه الجملة يفسر بعض الحكمة التي أوتيها
لقمان . والتقدير : وآتيناه الحكمة إذ قال لابنه فهو في وقت قوله ذلك لابنه قد أوتي حكمة فكان ذلك القول من الحكمة لا محالة ، وكل حالة تصدر عنه فيها حكمة هو فيها قد أوتي حكمة .
و ( إذ ) ظرف متعلق بالفعل المقدر الذي دلت عليه واو العطف ، أي والتقدير : وآتيناه الحكمة إذ قال لابنه . وهذا انتقال من وصفه بحكمة الاهتداء
[ ص: 154 ] إلى وصفه بحكمة الهدى والإرشاد . ويجوز أن يكون ( إذ قال ) ظرفا متعلقا بفعل ( اذكر ) محذوفا .
وفائدة ذكر الحال بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وهو يعظه الإشارة إلى أن قوله هذا كان لتلبس ابنه بالإشراك ، وقد قال جمهور المفسرين : إن ابن
لقمان كان مشركا فلم يزل
لقمان يعظه حتى آمن بالله وحده ، فإن الوعظ زجر مقترن بتخويف قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ويعرف المزجور عنه بمتعلق فعل الموعظة فتعين أن الزجر هنا عن الإشراك بالله . ولعل ابن
لقمان كان يدين بدين قومه من السودان فلما فتح الله على
لقمان بالحكمة والتوحيد أبى ابنه متابعته فأخذ يعظه حتى دان بالتوحيد ، وليس استيطان
لقمان بمدينة
داود مقتضيا أن تكون عائلته تدين بدين اليهودية .
وأصل النهي عن الشيء أن يكون حين التلبس بالشيء المنهي عنه أو عند مقاربة التلبس به ، والأصل أن لا ينهى عن شيء منتف عن المنهي ، وقد ذكر المفسرون اختلافا في اسم ابن
لقمان فلا داعي إليه .
وقد جمع
لقمان في هذه الموعظة أصول الشريعة وهي : الاعتقادات ، والأعمال ، وأدب المعاملة ، وأدب النفس .
وافتتاح الموعظة بنداء المخاطب الموعوظ مع أن توجيه الخطاب مغن عن ندائه لحضوره بالخطاب ، فالنداء مستعمل مجازا في طلب حضور الذهن لوعي الكلام وذلك من الاهتمام بالغرض المسوق له الكلام كما تقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5يا بني لا تقصص رؤياك في سورة يوسف وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء في سورة العقود ، وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=42إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر في سورة مريم .
و " بني " تصغير ( ابن ) مضافا إلى ياء المتكلم فلذلك كسرت الياء ، وقرأه الجمهور بكسر ياء ( بني ) مشددة . وأصله : يا بنييي بثلات ياءات إذ أصله الأصيل يا بنيوي لأن كلمة ابن واوية اللام الملتزمة حذفها فلما صغر رد إلى
[ ص: 155 ] أصله ، ثم لما التقت ياء التصغير ساكنة قبل واو الكلمة المتحركة بحركة الإعراب قلبت الواو ياء لتقاربهما وأدغمتا ، ولما نودي وهو مضاف إلى ياء المتكلم حذفت ياء المتكلم لجواز حذفها في النداء وكراهية تكرر الأمثال ، وأشير إلى الياء المحذوفة بإلزامه الكسر في أحوال الإعراب الثلاثة لأن الكسرة دليل على ياء المتكلم . وتقدم في سورة يوسف .
والتصغير فيه لتنزيل المخاطب الكبير منزلة الصغير كناية عن الشفقة به والتحبب له ، وهو في مقام الموعظة والنصيحة إيماء وكناية عن إمحاض النصح وحب الخير ، ففيه حث على الامتثال للموعظة .
ابتدأ
لقمان موعظة ابنه بطلب إقلاعه عن الشرك بالله لأن النفس المعرضة للتزكية والكمال يجب أن يقدم لها قبل ذلك تخليتها عن مبادئ الفساد والضلال ، فإن إصلاح الاعتقاد أصل لإصلاح العمل . وكان أصل فساد الاعتقاد أحد أمرين هما الدهرية والإشراك ، فكان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13لا تشرك بالله يفيد إثبات وجود إله وإبطال أن يكون له شريك في إلهيته .
وقرأ
حفص عن
عاصم في المواضع الثلاثة في هذه السورة يا بني بفتح الياء مشددة على تقدير : يا بنيا بالألف وهي اللغة الخامسة في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ثم حذفت الألف واكتفي بالفتحة عنها ، وهذا سماع .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم تعليل للنهي عنه وتهويل لأمره ، فإنه ظلم لحقوق الخالق ، وظلم المرء لنفسه إذ يضع نفسه في حضيض العبودية لأخس الجمادات ، وظلم لأهل الإيمان الحق إذ يبعث على اضطهادهم وأذاهم ، وظلم لحقائق الأشياء بقلبها وإفساد تعلقها .
وهذا من جملة كلام
لقمان كما هو ظاهر السياق ، ودل عليه الحديث في صحيح مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342335لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .
[ ص: 156 ] وجوز
ابن عطية أن يكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=30523_28675إن الشرك لظلم عظيم من كلام الله تعالى أي معترضة بين كلم
لقمان . فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنهم لما قالوا ذلك أنزل الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم وانظر من روى هذا ومقدار صحته .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29002_28675_17996وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيِّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=12آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ لِأَنَّ الْوَاوَ نَائِبَةٌ مَنَابَ الْفِعْلِ فَمَضْمُونُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ يُفَسِّرُ بَعْضَ الْحِكْمَةِ الَّتِي أُوتِيَهَا
لُقْمَانُ . وَالتَّقْدِيرُ : وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ إِذْ قَالَ لِابْنِهِ فَهُوَ فِي وَقْتِ قَوْلِهِ ذَلِكَ لِابْنِهِ قَدْ أُوتِيَ حِكْمَةً فَكَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنَ الْحِكْمَةِ لَا مَحَالَةَ ، وَكُلُّ حَالَةٍ تَصْدُرُ عَنْهُ فِيهَا حِكْمَةٌ هُوَ فِيهَا قَدْ أُوتِيَ حِكْمَةً .
وَ ( إِذْ ) ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ وَاوُ الْعَطْفِ ، أَيْ وَالتَّقْدِيرُ : وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ إِذْ قَالَ لِابْنِهِ . وَهَذَا انْتِقَالٌ مَنْ وَصْفِهِ بِحِكْمَةِ الِاهْتِدَاءِ
[ ص: 154 ] إِلَى وَصْفِهِ بِحِكْمَةِ الْهُدَى وَالْإِرْشَادِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( إِذْ قَالَ ) ظَرْفًا مُتَعَلِّقًا بِفِعْلِ ( اذْكُرْ ) مَحْذُوفًا .
وَفَائِدَةُ ذِكْرِ الْحَالِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13وَهُوَ يَعِظُهُ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ هَذَا كَانَ لِتَلَبُّسِ ابْنِهِ بِالْإِشْرَاكِ ، وَقَدْ قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ ابْنَ
لُقْمَانَ كَانَ مُشْرِكًا فَلَمْ يَزَلْ
لُقْمَانُ يَعِظُهُ حَتَّى آمَنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، فَإِنَّ الْوَعْظَ زَجْرٌ مُقْتَرِنٌ بِتَخْوِيفٍ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا وَيُعْرَفُ الْمَزْجُورُ عَنْهُ بِمُتَعَلِّقِ فِعْلِ الْمَوْعِظَةِ فَتَعَيَّنَ أَنَّ الزَّجْرَ هُنَا عَنِ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ . وَلَعَلَّ ابْنَ
لُقْمَانَ كَانَ يَدِينُ بِدِينِ قَوْمِهِ مِنَ السُّودَانِ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى
لُقْمَانَ بِالْحِكْمَةِ وَالتَّوْحِيدِ أَبَى ابْنُهُ مُتَابَعَتَهُ فَأَخَذَ يَعِظُهُ حَتَّى دَانَ بِالتَّوْحِيدِ ، وَلَيْسَ اسْتِيطَانُ
لُقْمَانَ بِمَدِينَةِ
دَاوُدَ مُقْتَضِيًا أَنْ تَكُونَ عَائِلَتُهُ تَدِينُ بِدِينِ الْيَهُودِيَّةِ .
وَأَصْلُ النَّهْيِ عَنِ الشَّيْءِ أَنْ يَكُونَ حِينَ التَّلَبُّسِ بِالشَّيْءِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ أَوْ عِنْدَ مُقَارَبَةِ التَّلَبُّسِ بِهِ ، وَالْأَصْلُ أَنْ لَا يَنْهَى عَنْ شَيْءٍ مُنْتَفٍ عَنِ الْمَنْهِيِّ ، وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ اخْتِلَافًا فِي اسْمِ ابْنِ
لُقْمَانَ فَلَا دَاعِيَ إِلَيْهِ .
وَقَدْ جَمَعَ
لُقْمَانُ فِي هَذِهِ الْمَوْعِظَةِ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ وَهِيَ : الِاعْتِقَادَاتُ ، وَالْأَعْمَالُ ، وَأَدَبُ الْمُعَامَلَةِ ، وَأَدَبُ النَّفْسِ .
وَافْتِتَاحُ الْمَوْعِظَةِ بِنِدَاءِ الْمُخَاطَبِ الْمَوْعُوظِ مَعَ أَنَّ تَوْجِيهَ الْخِطَابَ مُغْنٍ عَنْ نِدَائِهِ لِحُضُورِهِ بِالْخِطَابِ ، فَالنِّدَاءُ مُسْتَعْمَلٌ مَجَازًا فِي طَلَبِ حُضُورِ الذِّهْنِ لِوَعْيِ الْكَلَامِ وَذَلِكَ مِنَ الِاهْتِمَامِ بِالْغَرَضِ الْمَسُوقِ لَهُ الْكَلَامُ كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ فِي سُورَةِ يُوسُفَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=42إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ .
وَ " بُنَيَّ " تَصْغِيرُ ( ابْنٍ ) مُضَافًا إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ فَلِذَلِكَ كُسِرَتِ الْيَاءُ ، وَقَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ يَاءِ ( بُنَيِّ ) مُشَدَّدَةً . وَأَصْلُهُ : يَا بُنَيْيِي بِثَلَاتِ يَاءَاتٍ إِذْ أَصْلُهُ الْأَصِيلُ يَا بُنَيْوِي لِأَنَّ كَلِمَةَ ابْنٍ وَاوِيَّةُ اللَّامِ الْمُلْتَزِمَةِ حَذْفُهَا فَلَمَّا صُغِرَّ رُدَّ إِلَى
[ ص: 155 ] أَصْلِهِ ، ثُمَّ لَمَّا الْتَقَتْ يَاءُ التَّصْغِيرِ سَاكِنَةً قَبْلَ وَاوِ الْكَلِمَةِ الْمُتَحَرِّكَةِ بِحَرَكَةِ الْإِعْرَابِ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِتَقَارُبِهِمَا وَأُدْغِمَتَا ، وَلَمَّا نُودِيَ وَهُوَ مُضَافٌ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ حُذِفَتْ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ لِجَوَازِ حَذْفِهَا فِي النِّدَاءِ وَكَرَاهِيَةِ تَكَرُّرِ الْأَمْثَالِ ، وَأُشِيرَ إِلَى الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ بِإِلْزَامِهِ الْكَسْرَ فِي أَحْوَالِ الْإِعْرَابِ الثَّلَاثَةِ لِأَنَّ الْكَسْرَةَ دَلِيلٌ عَلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ . وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ يُوسُفَ .
وَالتَّصْغِيرُ فِيهِ لِتَنْزِيلِ الْمُخَاطَبِ الْكَبِيرِ مَنْزِلَةَ الصَّغِيرِ كِنَايَةً عَنِ الشَّفَقَةِ بِهِ وَالتَّحَبُّبِ لَهُ ، وَهُوَ فِي مَقَامِ الْمَوْعِظَةِ وَالنَّصِيحَةِ إِيمَاءٌ وَكِنَايَةٌ عَنْ إِمْحَاضِ النُّصْحِ وَحُبِّ الْخَيْرِ ، فَفِيهِ حَثٌّ عَلَى الِامْتِثَالِ لِلْمَوْعِظَةِ .
ابْتَدَأَ
لُقْمَانُ مَوْعِظَةَ ابْنِهِ بِطَلَبِ إِقْلَاعِهِ عَنِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ لِأَنَّ النَّفْسَ الْمُعَرَّضَةَ لِلتَّزْكِيَةِ وَالْكَمَالِ يَجِبُ أَنْ يُقَدَّمَ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ تَخَلِّيَتُهَا عَنْ مَبَادِئِ الْفَسَادِ وَالضَّلَالِ ، فَإِنَّ إِصْلَاحَ الِاعْتِقَادِ أَصْلٌ لِإِصْلَاحِ الْعَمَلِ . وَكَانَ أَصْلُ فَسَادِ الِاعْتِقَادِ أَحَدَ أَمْرَيْنِ هُمَا الدَّهْرِيَّةُ وَالْإِشْرَاكُ ، فَكَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ يُفِيدُ إِثْبَاتَ وُجُودِ إِلَهٍ وَإِبْطَالَ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ فِي إِلَهِيَّتِهِ .
وَقَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ يَا بُنَيَّ بِفَتْحِ الْيَاءِ مُشَدَّدَةً عَلَى تَقْدِيرِ : يَا بُنَيَّا بِالْأَلِفِ وَهِيَ اللُّغَةُ الْخَامِسَةُ فِي الْمُنَادَى الْمُضَافِ إِلَى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ وَاكْتُفِيَ بِالْفَتْحَةِ عَنْهَا ، وَهَذَا سَمَاعٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ عَنْهُ وَتَهْوِيلٌ لِأَمْرِهِ ، فَإِنَّهُ ظُلْمٌ لِحُقُوقِ الْخَالِقِ ، وَظُلْمُ الْمَرْءِ لِنَفْسِهِ إِذْ يَضَعُ نَفْسَهُ فِي حَضِيضِ الْعُبُودِيَّةِ لِأَخَسِّ الْجَمَادَاتِ ، وَظُلْمٌ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ الْحَقِّ إِذْ يَبْعَثُ عَلَى اضْطِهَادِهِمْ وَأَذَاهُمْ ، وَظُلْمٌ لِحَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ بِقَلْبِهَا وَإِفْسَادِ تَعَلُّقِهَا .
وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ كَلَامِ
لُقْمَانَ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ السِّيَاقِ ، وَدَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342335لَمَّا نَزَلَتِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=82الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا : أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
[ ص: 156 ] وَجَوَّزَ
ابْنُ عَطِيَّةَ أَنْ يَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=30523_28675إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى أَيْ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ كَلِمِ
لُقْمَانَ . فَقَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُمْ لَمَّا قَالُوا ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَانْظُرْ مَنْ رَوَى هَذَا وَمِقْدَارَ صِحَّتِهِ .