[ ص: 289 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29004ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا
هؤلاء هم
بنو حارثة وبنو سلمة وهم الذين قال فريق منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة واستأذن النبيء - صلى الله عليه وسلم - ، أي كانوا يوم
أحد جبنوا ثم تابوا وعاهدوا النبيء - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا يولون الأدبار في غزوة بعدها ، وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما ; فطرأ على نفر من
بني حارثة نفاق وضعف في الإيمان فذكرهم الله بذلك وأراهم أن منهم فريقا قلبا لا يرعى عهدا ولا يستقر لهم اعتقاد وأن ذلك لضعف يقينهم وغلبة الجبن عليهم حتى يدعوهم إلى نبذ عهد الله . وهذا تنبيه للقبيلين ليزجروا من نكث منهم .
وتأكيد هذا الخبر بلام القسم وحرف التحقيق وفعل كان ، مع أن الكلام موجه إلى المؤمنين تنزيلا للسامعين منزلة من يتردد في أنهم عاهدوا الله على الثبات .
وزيادة من قبل للإشارة إلى أن ذلك العهد قديم مستقر وهو عهد يوم
أحد .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15لا يولون الأدبار بيان لجملة عاهدوا .
والتولية : التوجه بالشيء وهي مشتقة من الولي وهو القرب ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فول وجهك شطر المسجد الحرام .
والأدبار : الظهور . وتولية الأدبار : كناية عن الفرار فإن الذي استأذنوا لأجله في غزوة الخندق أرادوا منه الفرار ألا ترى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن يريدون إلا فرارا ، والفرار مما عاهدوا الله على تركه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وكان عهد الله مسئولا تذييل لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15ولقد كانوا عاهدوا إلخ . والمراد بعهد الله : كل عهد يوثقه الإنسان مع ربه .
والمسئول : كناية عن المحاسب عليه كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341153وكلكم مسئول عن رعيته ، وكما تقدم آنفا عند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8ليسأل الصادقين عن صدقهم . وهذا تهديد .
[ ص: 289 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29004وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا
هَؤُلَاءِ هُمْ
بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلَمَةَ وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَاسْتَأْذَنَ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَيْ كَانُوا يَوْمَ
أُحُدٍ جَبُنُوا ثُمَّ تَابُوا وَعَاهَدُوا النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ فِي غَزْوَةٍ بَعْدَهَا ، وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ; فَطَرَأَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ
بَنِي حَارِثَةَ نِفَاقٌ وَضَعْفٌ فِي الْإِيمَانِ فَذَكَّرَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَأَرَاهُمْ أَنَّ مِنْهُمْ فَرِيقًا قُلَّبًا لَا يَرْعَى عَهْدًا وَلَا يَسْتَقِرُّ لَهُمُ اعْتِقَادٌ وَأَنَّ ذَلِكَ لِضَعْفِ يَقِينِهِمْ وَغَلَبَةِ الْجُبْنِ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَدْعُوَهُمْ إِلَى نَبْذِ عَهْدِ اللَّهِ . وَهَذَا تَنْبِيهٌ لِلْقَبِيلَيْنِ لِيَزْجُرُوا مَنْ نَكَثَ مِنْهُمْ .
وَتَأْكِيدُ هَذَا الْخَبَرِ بِلَامِ الْقَسَمِ وَحَرْفِ التَّحْقِيقِ وَفِعْلِ كَانَ ، مَعَ أَنَّ الْكَلَامَ مُوَجَّهٌ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ تَنْزِيلًا لِلسَّامِعِينَ مَنْزِلَةَ مَنْ يَتَرَدَّدُ فِي أَنَّهُمْ عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَى الثَّبَاتِ .
وَزِيَادَةُ مِنْ قَبْلُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الْعَهْدَ قَدِيمٌ مُسْتَقِرٌّ وَهُوَ عَهْدُ يَوْمِ
أُحُدٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ بَيَانٌ لِجُمْلَةِ عَاهَدُوا .
وَالتَّوْلِيَةُ : التَّوَجُّهُ بِالشَّيْءِ وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْوَلْيِ وَهُوَ الْقُرْبُ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
وَالْأَدْبَارُ : الظُّهُورُ . وَتَوْلِيَةُ الْأَدْبَارِ : كِنَايَةٌ عَنِ الْفِرَارِ فَإِنَّ الَّذِي اسْتَأْذَنُوا لِأَجْلِهِ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ أَرَادُوا مِنْهُ الْفِرَارَ أَلَا تَرَى قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ، وَالْفِرَارُ مِمَّا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَى تَرْكِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا تَذْيِيلٌ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا إِلَخْ . وَالْمُرَادُ بِعَهْدِ اللَّهِ : كُلُّ عَهْدٍ يُوَثِّقُهُ الْإِنْسَانُ مَعَ رَبِّهِ .
وَالْمَسْئُولُ : كِنَايَةٌ عَنِ الْمُحَاسَبِ عَلَيْهِ كَقَوْلِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341153وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا عِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ . وَهَذَا تَهْدِيدٌ .