الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( من كفر بالله من بعد إيمانه ) الآية [ 106 ] .

                                                                                                                                                                  567 - قال ابن عباس : نزلت في عمار بن ياسر ، وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرا ، وأمه سمية ، وصهيبا ، وبلالا ، وخبابا ، وسالما - [ فعذبوهم ] فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ، ووجئ قبلها بحربة ، وقيل لها : إنك أسلمت من أجل الرجال . فقتلت وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام . وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها ، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن عمارا كفر ، فقال : " كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه ! " فأتى عمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي ، فجعل رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يمسح عينيه ، وقال : " إن عادوا لك فعد لهم بما قلت " ! فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  568 - قال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة : أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا ، فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ، ففتنوهم مكرهين . وفيهم نزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية