الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1433 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وترا . رواه البخاري .

التالي السابق


1433 - ( وعن أنس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو ) أي : لا يخرج إلى المصلى . ( يوم الفطر حتى يأكل تمرات ) : من ثلاث إلى عشر . ( ويأكلهن ) : بالنصب ويرفع . ( وترا ) أي : ثلاثا ، أو خمسا ، أو سبعا ، أو تسعا . قال الأشرف : لعله - عليه الصلاة والسلام - أسرع بالإفطار يوم الفطر ليخالف ما قبله ، فإن الإفطار في سلخ رمضان حرام ، وفي العيد واجب ، ولم يفطر في الأضحى قبل الصلاة لعدم وجود المعنى المذكور اهـ . وهو كون مخالفة الفعل مشعرة بمخالفة الحكم ، وأيضا سبب التأخير في الأضحى ليأكل من أضحيته أولا . ( رواه البخاري ) قال ميرك : ورواه الترمذي بمعناه .

وقول المصنف : " رواه البخاري " فيه شيء ; لأن جملة : " ويأكلهن وترا " رواها البخاري بطريق التعليق ، وإيراد المصنف يقتضي أنه يرويه موصولا وليس كذلك ، فإنه أخرج الحديث موصولا مسندا عن هشيم ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس إلى قوله : حتى يأكل تمرات . ثم قال : وقال مرجى بن رجاء : حدثني عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ويأكلهن وترا . ويمكن أن يقال من قبل المنصف : أنه لم يلتزم بيان التمييز بين الموصولات والمعلقات في ديباجة الكتاب ، لكن مواقع استعمالاته في بيان المخرج يشعر بالالتزام حيث قال في بعض المواضع : رواه البخاري ، والأمر فيه هين اهـ . والظاهر أن الالتزام إنما هو في الحديث التام ، وأما في البعض المتعلق بالكلام ، فليس له فيه التزام فما عليه الإلزام .




الخدمات العلمية