الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم [ ص: 535 ] أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط يعني بالعدل شهداء لله يعني بالحق. ولو على أنفسكم وشهادة الإنسان على نفسه هي إقراره بما عليه من الحق لخصمه. أو الوالدين والأقربين أن يشهد عليهم لا لهم. إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا قال السدي: نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختصم إليه رجلان: غني وفقير ، فكان ميله مع الفقير ، يرى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأمره الله عز وجل أن يقوم بالقسط في الغني والفقير فقال: إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وقال ابن عباس : نزلت في الشهادة لهم وعليهم. وإن تلووا أو تعرضوا قرأ ابن عباس وحمزة بواو واحدة ، وهي من الولاية أي تلوا أمور الناس أو تتركوا ، وهذا للولاة والحكام. وقرأ الباقون: ( تلووا ) بواوين. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: هو أن يلوي الإنسان لسانه بالشهادة كما يلوي الرجل دين الرجل إذا مطله ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولي الواجد يبيح عرضه وعقوبته) وقال الأعشى:


                                                                                                                                                                                                                                        يلوونني ديني النهار وأقتضي ديني إذا وقذ النعاس الرقدا



                                                                                                                                                                                                                                        وتكون على هذه القراءة والتأويل هذا خطاب الشهود. [ ص: 536 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية