الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 377 ) فصل : وإن خاف على رفيقه ، أو رقيقه ، أو بهائمه ، فهو كما لو خاف على نفسه ; لأن حرمة رفيقه كحرمة نفسه ، والخائف على بهائمه خائف من ضياع ماله ، فأشبه ما لو وجد ماء بينه وبينه لص أو سبع يخافه على بهيمته أو شيء من ماله . وإن وجد عطشان يخاف تلفه ، لزمه سقيه ، ويتيمم . قيل لأحمد : الرجل معه إداوة من ماء للوضوء ، فيرى قوما عطاشا ، أحب إليك أن يسقيهم أو يتوضأ ؟ قال : يسقيهم . ثم ذكر عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيممون ، ويحبسون الماء لشفاههم . وقال أبو بكر ، والقاضي : لا يلزمه بذله ; لأنه محتاج إليه .

                                                                                                                                            ولنا أن حرمة الآدمي تقدم على الصلاة ، بدليل ما لو رأى حريقا ، أو غريقا ، في الصلاة عند ضيق وقتها ، لزمه ترك الصلاة ، والخروج لإنقاذه ، فلأن يقدمها على الطهارة بالماء أولى ، وقد روي في الخبر ، أن بغيا أصابها العطش ، فنزلت بئرا فشربت منه ، فلما صعدت رأت كلبا يلحس الثرى من العطش ، فقالت : لقد أصاب هذا من العطش [ ص: 166 ] مثل ما أصابني . فنزلت فسقته بموقها ، فغفر الله لها . فإذا كان هذا الأجر من سقي الكلب ، فغيره أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية