الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقالت طائفة من أصحابنا : nindex.php?page=treesubj&link=21528_27866مراسيل الثقات أولى من المسندات ، واعتلوا بأن من أسند لك فقد أحالك على البحث عن أحوال من سماه لك ، ومن أرسل من الأئمة حديثا مع علمه ودينه وثقته ; فقد قطع لك على صحته ، وكفاك النظر .
[ ص: 4 ] وقالت منهم طائفة أخرى : لسنا نقول : إن المرسل أولى من المسند ، ولكنهما سواء في وجوب الحجة والاستعمال ، واعتلوا بأن السلف رضوان الله عليهم أرسلوا ووصلوا وأسندوا ; فلم يعب واحد منهم على صاحبه شيئا من ذلك ، بل كل من أسند لم يخل من الإرسال ، ولو لم يكن ذلك كله عندهم دينا وحقا ما اعتمدوا عليه ; لأنا وجدنا التابعين إذا سئلوا عن شيء من العلم ، وكان عندهم في ذلك شيء عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، أو عن أصحابه رضي الله عنهم ; قالوا : قال رسول الله كذا ، وقال عمر كذا ، ولو كان ذلك لا يوجب عملا ، ولا يعد علما عندهم ; لما قنع به العالم من نفسه ، ولا رضي به منه السائل .
وممن كان يذهب إلى هذا القول من أصحابنا : أبو الفرج عمرو بن محمد المالكي ، nindex.php?page=showalam&ids=13658وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16935أبي جعفر محمد بن جرير الطبري .
وزعم nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على nindex.php?page=treesubj&link=27866_21528قبول المرسل ، ولم يأت عنهم إنكاره ، ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين ، كأنه يعني أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أول من أبى من قبول المرسل .